يقدّم معرض «غولدسميث» نخبة من مصممي المجوهرات وصائغي الفضة الموهوبين في بريطانيا. وتمتلئ القاعات المذهبة في الصالة بصفوف من المتاجر الصغيرة، ويعرض كل منها مجموعة من المجوهرات المبتكرة التصاميم والقطع الفضية الساحرة. وبغض النظر عما إذا كان المرء يبحث عن قطعة فضية للمنزل أو عن هدية مميزة أو عن جواهر فاخرة يلبسها في مناسبة خاصة، أو إن أراد تزيين هندامه فإن المعرض يرضي الجميع، بأسعار لا تتخطى ال 60 جنيهاً لقطعة مصنوعة باليد من ابتكار مصمم محترف. والمعرض عموماً مزيج من الإبداع والمهارة الجريئين والخاليين من القيود، يجمع بين الإلهام والإعلام، ويتقاسم فيه العارضون والزوار شغفاً مشتركاً حيال الفن والحِرَف وحباً للمجوهرات والفضة وغيرها من الأغراض الثمينة. ويشارك في المعرض 90 عارضاً أسبوعياً، مع الإشارة إلى أن التغييرات التي تحصل في سياق ذلك تستدعي زيارة ثانية لتقدير شامل للتنوع في هذا المكان. ومن السمات الخاصة الحضور الشخصي للمصممين، ما يمكّنهم من تقديم خدمات ذات طابع شخصي وتحت الطلب، ويسمح بالشراء منهم مباشرة أو بطلب قطعة فريدة. ويشار إلى الانتشار الاستثنائي والواسع للبراعة الفنية الراقية في معرض هذه السنة، وذلك بفضل فريق عمل حيوي وشاب يؤكّد على ولادة جيل زاهر من المواهب الناشئة والمثيرة. وتوفر شركة «غولدسميث» كل عام منحة وقرضاً وكشكاً مجانياً لعشرة مصممين واعدين لمساعدتهم على الانطلاق في مسيرتهم. ومن بينهم فرانسيس وادسورث-جونز التي تتسم مجوهراتها بطابع استفزازي، فضلاً عن ميلي سواير التي تنسّق حجارة أتت من الهند بكل منها ضمن قالب غني التركيبة، بهدف ابتداع مجوهرات جريئة. وتشمل النجوم الصاعدة في عالم صياغة الفضة جيما دانيالز التي تصنع منحوتات يدوية للطاولة يمكن إدراكها باللمس، ناهيك عن سايمن باتيسون الذي يسلّط الضوء على إنتاج أغراض للمنزل تتميز بطابعها العملي والبسيط. وقد استقصد مبتكرها أن تكون مليئة بالتحديات ومثيرة ومسلية. واستوحيت الفضة المثيرة بفرادتها التي تصنعها نان نان ليو من أنماط دائرية يمكن العثور عليها داخل جذوع الأشجار. وعبر تكديس طبقات من الفضة بطريقة متناغمة، تمكنت المصممة من رصد جوهر هذه الظاهرة الطبيعية وابتكار قطع تسلب الأنظار. ويشهد المعرض عودة مصممين شبان انطلقوا العام الماضي بعد أن زادت ثقتهم بنفسهم ومهارتهم. وهناك إدوارد ماهوني الذي فاز بجائزة «أفضل تصميم جديد» السنة الماضية، وهو يعود بمجموعة تنطوي على نتوءات مبالغ فيها وعلى أطُر غير مستقيمة. كما تعرض كل من جسيكا بول وشيفاني باتل أعمالهما مجدداً. وعلى رغم الاختلاف التام بين تصاميمهما وفي المقاربة التي تعتمدانها، تنتج كلتاهما مجوهرات يمكن التزيّين بها، وتتسم بقدر كبير من الأناقة والرقي، وتعتبر كلاسيكية ومنسجمة تماماً مع الموضة السائدة. وتدخل بول والقادمة الجديدة يوتي ديكر في عداد مجموعة صغيرة من صانعي المجوهرات الذين يحملون ترخيصاً باستعمال ذهب مؤسسة «فير ترايد» في بريطانيا، والذي توفره «كوربوراسيون أورو فيردي»، وهي منظمة تضم مجموعات من منطقة «تشوكو بيوريجيون» في كولومبيا تعنى بالمجتمع وضمان الاستمرارية والبيئة، فضلاً عن الفضة التي تدوّر وتستعملها المصممة أحياناً لصنع ابتكارات جريئة. وللمرة الأولى، يظهر إلى العلن صانع المجوهرات ليو دي فرومن المعروف دولياً بمجوهراته المنحوتة التي تتسم بالأناقة والتنميق. وصُنعت كل قطعة يدوياً بدقة استثنائية في هندستها مع اهتمام بالتفاصيل. كما يدرس المصمم طريقة التزيين، فلا يكتفي بأن يجعل العقد مثلاً دائرياً، بل يصقله ليتناسب مع محيط العنق. وتتميز الأشكال بالبساطة، إلا أنها جريئة، كما تعتبر ألوانها عنصراً مهماً يتم التوصل إليه باللجوء إلى أحجار كريمة غريبة، فضلاً عن الميناء أحياناً. ومن الوجوه الجديدة أيضاً، جوليان ستيفنز الذي تجمع تشكيلته بين التصاميم الرومانسية السابقة لحقبة رافايل والحداثة التي تتخذ شكل خطوط واضحة وسطحاً خالياً من الشوائب، وهيلين سميث التي استوحت مجموعة «رونق كامل» Full on glamour، وصممتها للحورية العصرية، من الوفرة والرونق اللذين تتسم بهما خمسينات القرن الماضي، بموضتها الأنيقة ومن فن الخط. وبالطريقة عينها، يبتكر ألكسندر ديفيس مجوهرات ملونة مبهرة للنظر. ويلجأ إلى تصاميم وتقنيات محدثة دوماً ويستخدم طرقاً جديدة لتثبيت الحجارة الكريمة، ما يسمح بالتركيز على شكلها وبتعزيز ألوانها. وتستند مجموعته الأخيرة، وعنوانها «ظلال الليل القاتلة» إلى أزهار هذه النبتة السامة. أما النتيجة، فتتخذ أشكالاً غريبة وزوايا حادة وأنيقة التصميم، تكثر فيها الظلال الليلكية والصفراء والخضراء. وفاز ألكسندر السنة الماضية بجائزة أفضل مصمم جديد في بريطانيا. وتكشف كاثي فونز التي حصلت أخيراً على شهادة من كلية الفنون الملكية، النقاب عن مجموعة «ميكروكوزمز» Microcosms التي تنطوي على بنى هندسية متعددة الوجوه صنعتها باستعمال خيوط من المعادن الثمينة التي لحمت بالليزر، وغالباً ما تضم حجارة كريمة مشعة يكون وسطها متألقاً ولافتاً. وأطلق صانع المجوهرات توماس دونوسيك مجموعته الراقية الأولى للسيدات، وعنوانها «حديقة الخير والشر»The Garden of Good and Evil. وهي تنضح رخاء ورقياً بكل بساطة، بفضل لجوئها إلى التصوير وجمع غريب للحجارة والمواد. وستُعرَض إلى جانب المجموعة المعروفة التي صممها للرجال، بما يشمل الأساور الملفوفة من الجلد والفضة. وتشتهر بريطانيا بكونها رائدة في عالم الفضة العصرية. ويعكس صائغو هذا المعدن أعلى مستويات الإبداع، فترى ملاعق وأواني وشمعدانات وقطعاً رائعة، وصُمم كل منها ليتناسب مع نمط الحياة العصري وليتحول في الوقت ذاته إلى جزء من التراث. ومن بين العارضين للمرة الأولى ريبيكا لاولي، التي تستوحي تصاميم من خمسينات القرن الماضي وستيناته، وتعيد صياغتها لإنتاج فضة عملية بأشكال بسيطة، ثم تضفي عليها لمسات جميلة. كما تشارك جاكلين هارولد التي ابتكرت حاملات توابل آلية تتسم بفرادة وغرابة، فتضفي طابعاً لعوباً على وجبة العشاء وتجعلها مسلية. وفي نقيض ذلك، تبتكر كارولين ستيفنسون قطعاً فضية راقية يبعث تصميمها شعوراً فعلياً بالدهشة. المواعيد الأسبوع الأول: من الاثنين 26 أيلول (سبتمبر) إلى الأحد 2 تشرين الأول (أكتوبر) - الأسبوع الثاني: من الثلثاء 4 إلى الأحد 9 تشرين الأول. الدخول بموجب كاتالوغ يمكن شراؤه عند المدخل (7 جنيهات لأسبوع واحد و12 جنيهاً لأسبوعين).