افتتح في مقر منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونيسكو) في باريس معرض "موروث وابداع حول المتوسط" الذي قدم اعمال 26 مبدعا ومؤسسة وجمعية ناشطة في مجال الإبداع الفني في عالم المجوهرات والاقمشة ومختلف عناصر الزينة لعارضين ومصممين مثلوا 10 بلدان متوسطية. وافتتح المعرض الذي يستمر لغاية 26 فبراير في قاعة ميرو في مقر اليونسكو في باريس ونظمته جمعية "ثقافة الجنوب" التي حظيت بتعاون ودعم قسم التعبير الثقافي والصناعات الابداعية في اليونسكو. وقالت ليلى تركي رئيسة جمعية "ثقافة الجنوب" وهي مصممة مشاركة في المعرض لوكالة فرانس برس "انه لقاء الثقافات حول الجمال" وهو ياتي ضمن "مشروع تراث وابداع في البلدان العربية" الذي تتم رعايته منذ العام 2004 من اليونسكو بهدف "المحافظة على التقنيات الحرفية القديمة بالتحاور مع الحداثة وتجاوبا مع مقاييس المنظمة للتنمية الدائمة والحوار بين الثقافات". وتضمن المعرض انسجة يدوية الصنع والبسة مختلفة وشالات مطرزة ومجوهرات مستلهمة من التراث وتعتمد خصوصا التقنيات اليدوية والتصميمات الخاصة التي تجد دائما في الموروث الثقافي والاثني وفي الرموز القديمة قاعدة ترتكز عليها وتنطلق منها كل مرة لخلق تصميمات جديدة تثير الماضي. وشارك في المعرض مصممون وجمعيات من لبنان وسوريا والاردن وفلسطين والمغرب وتونسوالجزائر ومصر وفرنسا واسبانيا. وركزت اعمال المغربية اديبة مكينسي على الحلي وتميزت باستخدام الحجارة الطبيعية والزجاج والخشب والفضة، واعتمدت في تفاصيل تصميماتها على خبرة الصناعة التقليدية المغربية. ومثلها التونسية كوثر سكيك التي امتازت اعمالها وجواهرها باستخدام الزجاج مع تضمينه تاثيرات بربرية في قطع فريدة لا تتكرر.وفي اعادة صياغة القديم برزت التونسية عيشة بن شريف التي اطلقت ماركة "غالية" بعد ان ورثت حب المهنة عن جدتها التي امتازت في الماضي باطلاق ماركة "فلة" الشهيرة في الصناعات اليدوية التونسية الخاصة بالمراة. كذلك اضفى كل من سامر ونزهة قزح اللذين ينتميان الى عائلة سورية تعمل في التراث منذ 80 سنة قيمة فنية ورمزية على صياغاتهما التي برز فيها اتقان الصنعة والاعتماد على تقنيات متطورة تجسدت في مجموعتهما "قزح". ومن الحاضرات اللواتي تميز عمهلن بلمسات خاصة وغاية في الدقة والانوثة الاردنية ناديا دجاني التي استوحت في معروضاتها وانجازاتها لحقائب نسائية صغيرة ومجوهرات حملت تاثيرات رومانية بيزنطية وعربية فضلا عن الكاليغرافيا والرموز. ومن لبنان شاركت نادية زينة التي امتازت بدقة عملها وانتماء مجوهراتها الشديدة الحداثة في خطوطها والتفافاتها الى زمن غير محدد يعيد تركيب الماضي من خلال لمسات خاصة ولمحات تخفى وتبين وتشف في مجوهرات رقيقة وجذابة. ومن مصر حضرت المصممة عزة فهمي المعروفة دوليا في مجال تصميم المجوهرات والرائدة في هذا المجال في العالم العربي، اضافة الى المصممتين سونا احمد وسوزان المصري اللتين كان لكل منهما لمستها الخاصة. وحضرت في المعرض كذلك جمعية "انعاش المخيم" الفلسطينية التي تديرها زينة شهيد وتقدم التطريزات والاثواب الفلسطينية الشهيرة وتروج لها في كل من فرنسا وبريطانيا. وتنشط الجمعية لايجاد حلقات لهذه الصناعة داخل المخيمات الفلسطينية في لبنان بالعمل مع مصممين يقلدون الرسومات القديمة جدا. وتعيل هذه الصناعات عددا من العائلات في المخيمات. وحضرت من مرسيليا جمعية "خيط بني" التي تعمل على الحفاظ وعلى تناقل ذاكرة الحياكة والصناعات اليدوية السورية للاقمشة التي تشهد على تعبير ثقافي وفني غني وتتضمن تنوعا جديرا بالاهتمام وتقنيات صناعة يومية تفقد كل يوم، في وقت تتعرض فيه هذه الصناعة لوضع صعب ومنافسة شديدة. وقد اسس عام 2007 فرع للجمعية في حلب. اما الفرنسية آن غاندييه التي استقرت في تونس بعد عملها عند كريستيان ديور فهي وضعت مجموعة "آمارانت" التي تحمل ملامح فينيقية مطورة وتستخدم الرموز والعلامات القديمة مرتكزة على خبرة الصناعة المحلية في هذا المجال. ومن ضمن العارضين جميعة "فدى" الجزائرية التي تشرف عليها نساء تحرصن على التجديد في الموروث وعلى اعطائه طابعا حديثا وتعمل هذه الجمعية متبعة التقنيات اليدوية والصباغات الطبيعية مع نساء من وسط وجنوب الجزائر خصوصا. ومن الاسماء التي يمكن ذكرها والتي كسبت رواجا دوليا وحصلت على جوائز عالمية الفرنسية كارول تيروز كريفكور التي امتازت بطريقتها في صنع الحلي القائمة على المتخيل، والاسباني انريك ماجورال الذي امتازت اعماله بالتجديد عبر اتباع التيارات الحديثة لكن مع الحرص دائما على التمسك بالرموز.