عندما اختار نادي الهلال المدرب الارجنتيني كالديرون عقب ذهاب البلجيكي غريتس، اعترض البعض على هذا الاختيار، كون هذا المدرب قد لا يكون المناسب للهلال، لكن الإدارة الهلالية سارت في طريقها واثقة كل الثقة على من أشار عليها بالمدرب دون ان تلتفت الى بقية الآراء، والمدرب كالديرون لم يأت بجديد، فالهلال كفريق هو الهلال منذ زمن المدرب السابق، نفس التشكيلة ونفس المستوى والتكتيك، لكن الفارق ان الفريق الاتحادي هو الذي تفوق من خلال المدرب الجديد القديم ديمتري الذي يعرف الهلال أكثر من الاتحاد، ولم يخسر هذا المدرب مع الاتحاد سواء وهو يقابل الهلال او غيره، وقدم الاتحاد بصورة البطل وبصورة الاتحاد المعروفة عنه، وهو الأمر الذي صنع الفارق في المباراتين السابقتين، وان كنت لا اعرف ماذا فعل ديمتري بالهلال يوم أمس لكون ان هذا المقال مثل للطبع قبل لقاء البارحة، لكنها كرة قدم ربما استمرت سعادة الاتحاد او ان الهلال عاد لعاداته القديمة. ونادي الهلال يتميز بإدارة واعية وقادرة على انتشال الفريق اذا ما حدث له أي هزة، كما انها لا تتأخر كثيراً في تسوية أموره على كل الجوانب التي تبقي الفريق ضمن المرشحين، ورئيس نادي الهلال عقب نهاية مباراة الفريق حمل الخسارة لمدرب الفريق كالديرون، وكان واضحاً انه مستاء من النتيجة ومن المدرب، ما يعني ان المدرب سيقال، لهذا لم يكن طرد المدرب بالأمر المفاجئ، ولو كنت مسؤولاً في الهلال (كافتراضية غير ممكنة) لبدأت في التفكير الجدي في وضع مدرب الاتحاد الحالي ديمتري تحت الأنظار من حيث استقطابه للإشراف على الفريق، فهو المناسب للهلال وهو القادر على تشكيل الهلال واكتشاف الخلل في الفريق، كما انه قدم الاتحاد بمستوى مثير للغاية، هذه ناحية، اما خسارة الهلال امام الاتحاد في المباراة قبل السابقة كون ان مدرب الهلالي سالف الذكر فكر في الاتحاد أكثر من تفكيره في فريقه، عندما أوعز للاعبيه باستخدام العنف مع الاتحاد وتعرض نور الى رقابة مشددة فيها نوع من القسوة وهو على غير عادات الهلال، ولا اجد أي تفسير لارتكاب ويلهامسون السويدي تلك الحماقة التي اختصرت بعض الأمور داخل النادي، لكنني على ثقة من ان تلك المباراة لن تمر مرور الكرام من الإدارة الهلالية لأن استمرارها ربما أعادت الهلال للوراء أكثر مما يتخيلون. على العموم كان الكلاسيكو الذي جمع الهلال بالاتحاد فيه عبر كروية كثيرة لو تمعّنا فيها بكل دقة، ولعل أهمها ان كرة القدم لا يمكن ان تدين لفريق على حساب آخر، فهي تتأرجح بين وبين، وهذا ما يجب ان نتعامل معه لكي لا يختل التوازن، ولا نفقد الثقة عند أي إخفاق، اما ان نفوز في كل مباراة، وان نفوز بكل بطولة فهذا غير ممكن. [email protected]