يتحدد الطرف الثاني في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين مساء اليوم، عندما يستضيف الأهلي نظيره الوحدة في إياب النصف النهائي، وتبدو فرص الفريقين متساوية، بعد أن خرجا بالتعادل الإيجابي بهدفين لمثلهما في مباراة الذهاب، وإن كان الأهلي يحتكم على أفضلية التعادل السلبي، أو الإيجابي بهدف لمثله، كونه سجل هدفين على أرض الخصم. الأهلي يتحصن بالأرض والجمهور لبلوغ النهائي، وتعويض جماهيره عن إخفاقات المواسم السابقة، التي خرج منها خالي الوفاض، وتبدو الفرصة مواتية جداً وهو يلعب تحت أنظار جماهيره، والمدرب الصربي أليكس أيضاً أمام فرصة كبيرة لتحقيق إنجاز عجز عن تحقيقه من سبقه من المدربين، ولا شك أنه وضع يده على عدد من الأخطاء الفنية، التي غيبت فريقه حتى الدقائق الأخيرة من المباراة السابقة، ولن يتردد في إيعاز لاعبيه بعدم المبالغة في الاندفاع الهجومي خشية استثمار الضيوف الكرات المرتدة، ومن المنتظر أن يزج بعدد أكثر من اللاعبين في مناطق المناورة للسيطرة على مفاتيح اللعب، وتشكيل سد منيع أمام المدافعين من منتصف الميدان، ثم التفكير في كيفية بناء الهجمات نحو المرمى الوحداوي، ولدى المدرب الصربي قوة هائلة في خط المقدمة بوجود البرازيلي فيكتور سيموس والعماني عماد الحوسني، وهما ثنائي يجيد كل أساليب التسجيل، ويصعب على المدافعين الحد من خطورتهما في معظم المناسبات، وكل ما يقلق الجمهور الأهلاوي في المواجهات الحاسمة الهفوات الدفاعية، التي تمكن الخصوم من الوصول إلى المرمى الأخضر بكل سهولة، وتصادر تفوق الفريق ميدانياً. الخطوط الخضراء مزدحمة بالأسماء الجيدة، إلا أن النتائج دائماً تأتي من دون طموحات الجماهير، والمسؤولية كبيرة في مواجهة الليلة على عاتق المدرب واللاعبين لتغيير الصورة الباهتة، التي ظهر بها الفريق في بداية الموسم الحالي، وتأكيد القدرة على تحقيق أغلى البطولات. وعلى الجهة الأخرى، يدخل الوحدة بطموحات التفوق على قوة الأهلي في عقر داره، وتكرار سيناريو مباراة الذهاب التي خسرها الفريق بالتعادل في الدقائق الأخيرة، والمهمة ليست بالسهلة على الفريق الوحداوي في ظل تفوق خصمه في جميع النواحي، ولن يجد مدربه الموقت المصري بشير عبدالصمد أسلوباً أفضل من إغلاق المناطق الخلفية بأكثر عدد من اللاعبين، والاعتماد على الكرات المرتدة كما فعل في المباراة السابقة، وكاد أن يصل إلى كامل نقاط المباراة لولا قلة خبرة لاعبيه في التعامل في الأوقات الحرجة. الوحدة يمتاز بوجود العناصر الشابة، التي تتطلع إلى إثبات وجودها في تشكيلة الفريق في السنوات المقبلة، فالمدرب المصري زج بأسماء جديدة منذ توليه المهمة التدريبية خلفاً لمواطنه مختار المختار، ويسعى جاهداً إلى تأكيد أن العناصر الشابة هي الأنسب للفريق في الوقت الراهن من خلال كسب المواجهة، والتأهل إلى أكبر نهائيات الموسم، ويعتمد بشير عبدالصمد في نهجه الفني على مهارة المهاجم مختار فلاته، وقدرته على التسجيل من أنصاف الفرص، وكذلك مهند عسيري وسلمان الصبياني وسلمان المؤشر ووليد محبوب وغيرهم من الأسماء، التي باتت تعول عليهم جماهير الفرسان الشيء الكثير لإعادة الزمن الجميل للفريق الوحداوي.