ذكرت حكومة إقليم شينغيانغ بأقصى غرب الصين امس أن 140 شخصا على الاقل قتلوا وأصيب أكثر من 800 آخرين عندما اشتبك اليوغور مع الشرطة وهاجموا أفرادا من أغلبية الهان بالاقليم. ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا" عن متحدث باسم شرطة الاقليم قوله إن الشرطة اعتقلت مئات من مثيري الشغب في أعقاب العنف الذي بدأ بعد مظاهرة نظمها اليوغور أمس الاحد في مدينة أورومتشي عاصمة الاقليم. ونقل مؤتمر اليوغور العالمي ومقره الولاياتالمتحدة عن شهود عيان قولهم إن العشرات من اليوغور قتلوا أو ضربوا حتى الموت على أيدي الشرطة. وقال المتحدث باسم الشرطة إن حصيلة القتلى تجاوزت 140 شخصا و"مازالت أخذة في الارتفاع" وأصيب 828 شخصا. ونقلت الوكالة عن المتحدث باسم الشرطة قوله إن عشرة على الاقل من "الشخصيات الرئيسية" التي أججت الاضطرابات" اعتقلت وتبحث الشرطة عن 90 آخرين متهمين بتنظيم أعمال الشغب. وذكر عامل صيني بأحد الفنادق القريبة من ميدان الشعب بوسط مدينة أورومتشي أنه سمع تبادلا لاطلاق النار بشكل متقطع الاحد ورأى سيارات مدرعة جري نشرها لقمع أعمال الشغب. وذكرت العديد من التقارير الاخرى أن الشرطة فتحت النار خلال عملياتها لانهاء أعمال الشغب فيما قال عامل الفندق إنه سمع أيضا انفجارا في مستشفى قريب. وقال عامل الفندق لوكالة الانباء الالمانية (د ب أ) عبر اتصال هاتفي من مدينة أورومتشي إن خدمات الانترنت والخدمات الهاتفية توقفت فيما واصلت الشرطة القيام بدوريات في الشوارع امس. وأضاف "أغلقت معظم المتاجر وألغى الكثير من نزلاء الفندق حجوزاتهم ." وتابع "يتوخى جميع الناس الحذر بشكل كبير." وقالت مصادر لوكالة الانباء الالمانية (د ب أ) إنه فرض حظر للتجوال في عدة مدن في إقليم شينغيانغ لمدة ثلاثة ايام ونشرت عدة مدن المزيد من رجال الشرطة في أعقاب أعمال الشغب في مدينة أورومتشي. وأحصت الشرطة 261 مركبة محترقة من بينها 190 حافلة وقالت إن 203 متاجر و14 منزلا دمرت. ونقلت الوكالة عن مصادر في حكومة الاقليم قولها إن المدينة أصبحت "تحت السيطرة" بحلول صباح امس على الرغم من أن بعض المركبات مازالت تحترق حتى الساعة التاسعة صباحا. وأضافت الوكالة أن اليوغور بدأوا احتجاجاتهم مساء الاحد لمطالبة الحكومة باتخاذ إجراء في أعقاب مقتل اثنين على الاقل من عمال مصنع من عرقية اليوغور وإصابة عشرات آخرين بإصابات خطيرة في مدينة شاوغوان بجنوب الصين في أواخر حزيران/يونيو الماضي. ونقلت الوكالة عن شهود عيان قولهم إن المحتجين من اليوغور ساروا في مختلف أنحاء مدينة أورومتشي حاملين سكاكين وهراوات خشبية وطوباً وحجارة. غير أن الخدمة الناطقة بلغة اليوغور لاذاعة "فري إيشيا" التي تبث من الولاياتالمتحدة نقلت عن أحد شهود العيان قوله إن المحتجين بدأوا مهاجمة السيارات والمتاجر بعد أن فتحت الشرطة النار. رجل مغطى بالدماء جراء المصادمات في أورومتشي (رويترز) وقالت زعيمة اليوغور المنفية ربيعة قدير في بيان إن "هذا الحادث كان من الممكن تفاديه إذا كانت السلطات الصينية حققت بشكل جيد في عمليات القتل في منطقة شاوغوان." وأضافت "مارس شبان اليوغور حقهم في التظاهر بشكل سلمي على سوء التعامل مع عمليات القتل وقوبلوا بعنف من جانب الحكومة." وألقت حكومة الإقليم باللوم في أعمال العنف على انفصاليي اليوغور وقالت: "إنها جريمة عنف منظمة ومخطط لها.. بتحريض وتوجيه من الخارج" واختصت قدير بالذكر كإحدى مثيري العنف. ورفضت قدير الاتهامات قائلة إنها "لم تشارك في تلك الاحتجاجات." وناشد رئيس حكومة إقليم شينغيانغ نور بكري بالتزام الهدوء في خطاب تلفزيوني امس. من جانبه حث امين عام الأممالمتحدة بان جي مون الحكومات امس على احترام حق شعوبها في الاحتجاج. جاء هذا ردا على سؤال وجه له بشأن أعمال الشغب التي اندلعت في الصين وأسفرت عن مقتل 140 شخصا على الأقل. وقال بان إن موقف الاممالمتحدة وموقفه "متسقان وواضحان" اينما يظهر العنف. وصرح بان في مؤتمر صحافي في جنيف عند سؤاله عن أعمال الشغب في عاصمة اقليم سنكيانغ بشمال غرب الصين "كل الخلافات في الرأي سواء داخلية او دولية يجب حلها سلميا من خلال الحوار." وأضاف "يجب ان تتحلى الحكومات المعنية أيضا بحذر بالغ وتتخذ الإجراءات اللازمة لحماية أرواح وسلامة المدنيين ومواطنيها وايضا حماية الممتلكات وحرية التعبير والتجمع والمعلومات." وتابع قائلا "هذا هو المبدأ الأساسي للديمقراطية. هذا ما أحث عليه جميع دول العالم مجددا."