كبحت فيتنام أمس، تظاهرات مناهضة لبكين، بعد شغب أوقع قتيلين صينيين وأجبر بكين على تجميد برامج تبادل تجاري مع هانوي وإجلاء آلاف من رعاياها. وفي أسوأ تدهور في العلاقات بين البلدين منذ حرب حدودية وجيزة عام 1979 أوقعت آلاف القتلى، هاجم آلاف من الفيتناميين مناطق صناعية في البلاد، مستهدفين عمالاً صينيين وشركات تملكها بكين، ما اسفر عن مقتل صينيَّين وجرح 140. وتوترت العلاقات بين بكين وهانوي، بعدما اقامت الصين منصة للتنقيب عن النفط في منطقة متنازع عليها من بحر الصين الجنوبي. ومنع جهاز أمن الدولة في فيتنام تنظيم احتجاجات أمس، اذ نشر آلافاً من أفراد الشرطة والأمن في هانوي ومدينة هو شي منه. وأشار ناشطون الى انتشار الشرطة خارج منازل منشقين معروفين، لمنعهم من مغادرتها. وفي هو شي منه، اعتقلت الشرطة متظاهرين بعد سحبهم منهم حديقة، فيما أغلقت السلطات في هانوي شوارع وحديقة قريبة من السفارة الصينية. وكانت منظمات غير حكومية فيتنامية دعت الى تظاهرات في هانوي وهو شي منه ومدن أخرى، للتنديد ب «العدوان الصيني». لكنها حضت على تنظيمها بهدوء، معتبرة ان «الحوادث العنيفة التي حدثت في الايام الاخيرة، لطّخت صورة تظاهراتنا الوطنية وصورة الشعب الفيتنامي». في المقابل، أفادت وكالة انباء الصين الجديدة (شينخوا) بإجلاء اكثر من 3 آلاف صيني من فيتنام وإعادتهم الى بلدهم، مشيرة الى ان بكين سترسل 5 سفن لإعادة آخرين. واعتبر ناطق باسم الخارجية الصينية ان العنف «يضرّ بأجواء وشروط التبادل والتعاون بين الصينوفيتنام»، مضيفاً أن بلاده «جمّدت حصتها من برامج المبادلات الثنائية». وتابع ان «الصين ستتابع تطور الوضع وتدرس تدابير جديدة بناءً على ذلك». على صعيد آخر، اتهمت الشرطة الصينية للمرة الأولى «حركة شرق تركستان الإسلامية» بأنها نفذت الشهر الماضي هجوماً على محطة قطارات في مدينة أورومتشي، عاصمة اقليم شينغيانغ المضطرب أقصى غرب البلاد الذي يقطنه مسلمون، ما أوقع 3 قتلى و79 جريحاً. وأوردت صحيفة «غلوبال تايمز» الرسمية أن الشرطة اعتقلت 7 أشخاص يُشتبه بضلوعهم في الهجوم. الى ذلك، شدد وانغ شيو جون، نائب مدير المكتب القومي الصيني لمعلومات الانترنت، على وجوب تعزيز الأمن الالكتروني، معتبراً ان «قوى معادية خارجية تستغل مُسمى حرية الانترنت وسيلة رئيسة للهجوم ونشر افتراءات وإشاعات، لتقويض استقرار بلدنا وأمنه القومي». واعتبر أن الفوز في الصراع من أجل التغلغل الأيديولوجي، سيحدّد «جزءاً كبيراً من مستقبل حزبنا وبلدنا».