يؤشر تعدد اللوائح الانتخابية في دائرة المتن الشمالي إلى أن هذه الدائرة ستشهد منافسة غير مسبوقة يمكن أن تؤدي إلى خلط الأوراق في توزيع مقاعدها النيابية الثمانية على القوى السياسية التي ستخوض الانتخابات على أربع لوائح، وقد يرتفع عددها إلى خمس، في حال قرر «الحراك المدني» خوضها منفرداً من دون التحالف مع رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل، الذي يرفض الائتلاف على ما يسميها بقوى السلطة المشاركة في الحكومة. وتدور المنافسة بين أربع لوائح، اثنتين منها مكتملتين، الأولى تضم مرشحين عن تحالف «التيار الوطني الحر» وحزبي «الطاشناق» و «السوري القومي الاجتماعي» والثانية يتزعمها حزب «القوات اللبنانية» وتضم إلى جانب مرشحي الحزب نشطاء في المجتمع المدني، وثالثة يرأسها نائب رئيس الحكومة السابق ميشال المر وهي غير مكتملة إذ أبقى على مقعدين شاغرين، أرثوذكسي وأرمني، وتضم المرشح السابق للانتخابات سركيس سركيس، وشخصيات اقتصادية وممثلين عن عائلات مارونية، فيما الرابعة تنتظر ما سيقرره «الكتائب» الذي سمى أمس، مرشحيه في عدد من الدوائر وأجّل إعلان اللوائح إلى وقت لاحق قبل أن يصار إلى تسجيلها في وزارة الداخلية. وباتت أسماء مرشحي «التيار الوطني» وحلفائه معروفة، وكذلك حزب «القوات»، فيما يستعد المر لتقديم أسماء المرشحين على لائحته إلى المتنيين في مهرجان شعبي يقيمه قريباً. وعلمت «الحياة» أن لائحة المر تضم إضافة إليه، المرشحين سركيس سركيس، وليد خوري، نجوى عازار، جان أبو جودة (موارنة) والقيادي السابق في «التيار الوطني» جورج عبود (كاثوليكي). وتحذر القوى السياسية المشاركة في اللوائح المنافسة للائحة «التيار الوطني» من احتمال ممارسة الأخيرة نفوذها للضغط على الناخبين وبلديات ومخاتير في المتن الشمالي مستفيدة من علاقاتها بجهات نافذة في السلطة. ولفتت هذه القوى، وفق ما قال ممثلون عنها ل «الحياة» إلى أنها لن تسكت في حال تمادى «التيار الوطني» في استغلال نفوذه في إدارات رسمية للضغط على الناخبين وتلويحه لبلديات بفتح ملفاتها في حال لم تنصع لرغبته في دعم لوائحه. وقال هؤلاء إنهم سيضطرون إلى إثارة انحياز إدارات رسمية لمصلحة «التيار الوطني» في حال لم يتم الضغط عليها للوقوف على الحياد وترك المنافسة الديموقراطية تأخذ مداها. وشدد هؤلاء على تأمين حياد الدولة كما وعد كل من رئيسي الجمهورية ميشال عون والحكومة سعد الحريري ووزير الداخلية نهاد المشنوق، وشددوا على دور هيئة الإشراف على الانتخابات في منع التجاوزات وتأمين الحرية للناخبين والتعامل مع جميع الأطراف على قدم المساواة. وأكدوا أن أهمية إجراء الانتخابات تكمن في أنها تعطي فرصة للبنانيين في إعادة تشكيل السلطة السياسية، وفي أنها ستكون موضع رقابة من هيئات رقابية دولية تعنى بتأمين الأجواء لإنجاز الاستحقاق النيابي بصورة طبيعية وبعيداً من كل أشكال الضغط والإكراه. وفي سياق آخر، توقعت مصادر سياسية مواكبة للأجواء التي بدأت تسود دائرة المتن الشمالي قبل أقل من شهرين على موعد إجراء الانتخابات أنه لن يكون في مقدور لائحة تحالف «التيار الوطني» و «السوري القومي الاجتماعي» و «الطاشناق» تحقيق انتصار كاسح يؤمن لها السيطرة على المقاعد النيابية الثمانية في هذه الدائرة. ولم تستبعد قدرة لوائح المر و «الكتائب» و «القوات» على خرق لائحة «التيار الوطني» بعدد من المقاعد، خصوصاً أن هذه اللوائح تؤكد أنها ستؤمن بسهولة الحاصل الانتخابي، وأيضاً الصوت التفضيلي الذي يضمن مشاركتها في التصفية النهائية لإعلان أسماء المرشحين في الانتخابات.