أطلقت عودة رئيس كتلة «المستقبل» النيابية سعد الحريري فجر أمس من المملكة العربية السعودية جولة جديدة من المشاورات من أجل التغلب على بعض الإشكالات التي ما زالت تؤخر إعلان اللوائح الانتخابية في طرابلس والضنية - المنية والبقاع الغربي وزحلة والمتن الشمالي والدائرة الأولى في بيروت (الأشرفية). وتوزعت المشاورات التي باشرها الحريري على خطين: الأول باتجاه رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي ووزير الاقتصاد محمد الصفدي بغية تعويم الاتفاق المبدئي على الائتلاف في طرابلس الذي لا يزال يواجه بعض المشكلات الطارئة التي لا يمكن أن تعيد المفاوضات الى نقطة الصفر. أما الاتصالات على الخط الثاني فشملت إضافة الى قيادة «الجماعة الإسلامية»، القيادات الرئيسة في 14 آذار، خصوصاً رئيسي حزب الكتائب أمين الجميل و «القوات اللبنانية» سمير جعجع لتبديد سوء التفاهم في شأن المرشحين الأرمنيين عن بيروت الأولى والتسريع في إعلان التحالف بين الكتائب ونائب رئيس الحكومة السابق النائب ميشال المر في المتن الشمالي ووضع اللمسات الأخيرة على لائحة الأكثرية في زحلة. وعلمت «الحياة» أن «القوات اللبنانية» امتنعت عن ترشيح ارثوذكس في المتن الشمالي على لائحة تحالف الكتائب - المر، وبالتالي فهي تصر على أن يكون مرشحها الماروني إدي أبي اللمع وهذا ما يفتح الباب أمام إعادة خلط الأوراق في هذه الدائرة، علماً أن الأكثرية أحجمت عن ترشيح أرمني في المتن الشمالي في مواجهة مرشح حزب الطاشناق المتحالف مع «التيار الوطني الحر» النائب هاغوب بقرادونيان الذي فاز بالتزكية باعتبار أن المرشح الآخر الذي ينتمي الى الطاشناق، نظريت صابونجيان سحب ترشحه. وارتأى الجميل والمر عدم ترشيح أرمني منافس للطاشناق، وهما يتواصلان بطريقة أو بأخرى مع «القوات اللبنانية» لإعلان اللائحة التحالفية بصيغتها النهائية وتضم حتى الساعة: المر والياس مخيبر (ارثوذكسيان)، سامي الجميل، نسيب لحود، سركيس سركيس، بيار الأشقر أو إدي أبي اللمع (موارنة) وإيلي كرامة كاثوليكي. أما في شأن المرشحين الأرمنيين في بيروت الأولى، فإن جعجع يصر على ترشح ريشارد قيومجيان عن الأرمن الكاثوليك في مقابل تمسك تيار «المستقبل» بدعم المرشح المستقل سيرج طورسركيسيان، إضافة الى دعمه للمرشح عن الأرمن الأرثوذكس الوزير والنائب جان أوغاسبيان فيما يلقى ترشح النائب هاغوب قصارجيان (الرامغفار) عن المقعد نفسه اعتراضاً من المرشح الكاثوليكي النائب ميشال فرعون. وبالنسبة الى طرابلس، التقى الحريري أمس كلاً من ميقاتي والصفدي الذي يصر على التمسك بترشح النائب قاسم عبدالعزيز عن أحد المقاعد السنية الثلاثة في الضنية - المنية في ضوء ما أخذ يتردد عن وجود نية لدى «المستقبل» لاستبدال المرشح هيثم الصمد من بخعون به. وهو في الوقت نفسه قريب للمرشح المنفرد عن المعارضة النائب السابق جهاد الصمد. واللافت ان الإصرار على استبدال عبدالعزيز دفع الصفدي الى التهديد بإعادة النظر بالتحالف في طرابلس عله ينجح في تثبيت عبدالعزيز كمرشح غير قابل للتغير. وفي حال توصلت مشاورات الحريري - ميقاتي - الصفدي الى تثبيت ما تم الاتفاق عليه سابقاً في طرابلس، فإن اللائحة ستتألف على الشكل الآتي: عن السنّة: ميقاتي، الصفدي، سمير الجسر، محمد كبارة وأحمد كرامي والأخير يحل محل النائب مصباح الأحدب. وعن العلويين بدر ونّوس وعن الأرثوذكس روبير موريس فاضل وعن الموارنة الكتائبي سامر جورج سعادة بعد عزوف النائبين سمير فرنجية وإلياس عطاالله (اليسار الديموقراطي) عن خوض الانتخابات. كذلك فإن لائحة الأكثرية في الضنية - المنية يمكن أن تتشكل من: أحمد فتفت، هيثم الصمد، وثالث من آل علم الدين يرجح أن يكون محمد علم الدين. وبالنسبة الى عكار، فإن لائحة الأكثرية تتألف من: عن السنّة خالد الضاهر، واثنين من ثلاثة هم خالد زهرمان، محمد سليمان (أبو إبراهيم) ومعين المرعبي، عن الأرثوذكس: رياض رحال ونضال طعمة، عن الموارنة هادي حبيش وعن العلويين السفير السابق خضر حبيب. على صعيد زحلة، فإن تشكيل لائحة الأكثرية أخذ يتبلور باتجاه الأسماء الآتية: عن الكاثوليك نقولا فتوش وواحد من اثنين طوني أبو خاطر وماجدة بريدي رزق. عن الموارنة الوزير إيلي ماروني، عن السنّة النائب عاصم عراجي، عن الأرثوذكس جوزف صعب المعلوف. عن الأرمن ناريك أبراهميان، إلا إذا استبدل في اللحظة الأخيرة. ولم يحسم اسم المرشح الشيعي بعد. وبالنسبة الى البقاع الغربي، فإن اللائحة ستضم: عن السنّة جمال الجراح وزياد القادري، عن الدروز الوزير وائل أبو فاعور، عن الموارنة النائب روبير غانم، عن الأرثوذكس النائب أنطون سعد، وعن الشيعة أمين وهبي (اليسار الديموقراطي). لكن هناك من لا يستبعد إحداث تغيير في اسم أحد المرشحين السنّة من دون أن يكون بالضرورة من الجماعة الإسلامية التي يترشح عنها عماد الحوت على اللائحة التي يتزعمها النائب الحريري في بيروت الثالثة (المزرعة - المصيطبة - زقاق البلاط) ما استدعى نقل ترشح نهاد المشنوق الى الدائرة الثانية في بيروت (الباشورة) وهي الوحيدة التي تغيب عنها المنافسة بين الأكثرية والمعارضة بسبب الاتفاق في الدوحة على تحييدها عن المبارزة الانتخابية.