قال وزير التجارة الصيني تشونغ شان أمس، إن أي حرب تجارية مع الولاياتالمتحدة لن تجلب إلا كارثة للاقتصاد العالمي، في وقت زادت انتقادات بكين لفرض واشنطن رسوماً جمركية على المعادن في ظل مخاوف من أنها قد تلحق أضراراً بالاقتصاد العالمي. وبعد ضغط مارسه حلفاء الولاياتالمتحدة، فتحت واشنطن الباب أمام مزيد من الإعفاءات من رسوم جمركية بنسبة 25 في المئة على واردات الصلب وعشرة على الألومنيوم. لكن سخط ترامب يستهدف الصين، التي ساعدت الزيادات في طاقتها الإنتاجية في تعزيز الفوائض العالمية من الصلب. وتعهدت الصين على نحو متكرر بالدفاع عن «حقوقها ومصالحها المشروعة» إذا استهدفتها إجراءات تجارية أميركية. وقال تشونغ على هامش جلسة سنوية للبرلمان إن الصين لا تريد حرباً تجارية وإنها لن تبدأها. وأضاف «لا يوجد فائزون في الحرب التجارية... لن تجلب سوى كارثة للصين والولاياتالمتحدة والعالم». وتابع أن الصين باستطاعتها التعامل مع أي تحديات، وأنها ستحمي بقوة مصالحها، لكن البلدين سيواصلان الحديث. وأكد أن «لا أحد يريد خوض حرب تجارية، والجميع يعلم أن خوض حرب يؤذي الآخرين ولا يفيده». وصدرت أكثر التهديدات صراحة حتى الآن عن قطاع صناعة المعادن الصينية، إذ حض الحكومة على الرد عبر استهداف الفحم الأميركي، وهو قطاع مركزي لقاعدة ترامب السياسية وتعهده الانتخابي باستعادة الصناعات الأميركية. والولاياتالمتحدة أكبر مستورد للصلب في العالم، واشترت 35 مليون طن من الخام في 2017. ومن بين تلك الواردات شكلت كوريا الجنوبية واليابان والصين والهند 6.6 مليون طن. وفي برلين قالت وزيرة الاقتصاد الألمانية بريغيته تسيبريز في تصريح إلى وكالة «رويترز»، إن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي على واردات الصلب والألومنيوم ستضر بالوظائف والنمو، مضيفة أن أوروبا وغيرها من مؤيدي التجارة الحرة يجب ألا يسمحوا ببث الفرقة بينهم. وأضافت في بيان عبر البريد الإلكتروني «سياسات ترامب تعرض نظام الاقتصاد العالمي الحر للخطر... إنه لا يريد أن يفهم بنيته القائمة على نظام يعتمد على قواعد الأسواق المفتوحة. أي شخص يشكك في هذا، يعرض الازدهار والنمو والتوظيف للخطر». وورأت أن على ألمانيا وحلفائها صون نظام التجارة الحرة وتجنب الانقسام، بفعل عرض ترامب بإعفاء بعض الحلفاء مثل المكسيك وكندا واستراليا من الرسوم الجمركية. وتابعت «من المهم أن تُظهر أوروبا في شكل جماعي أن من الممكن أن تكون هناك إجراءات مضادة»، وأنه لن تكون هناك تصدعات في التحالف الذي يدعم التجارة الحرة. ودعا الاتحاد الأوروبي واليابان الولاياتالمتحدة أول من أمس، إلى منحهما إعفاءات من الرسوم الجمركية على واردات المعادن، مع مناداة طوكيو بتبني «سلوك متعقل» في نزاع يهدد بالتصاعد إلى حرب تجارية. وصرحت مفوضة المنافسة في الاتحاد الأوروبي مارغريت فيستاغر إلى صحيفة «بيلد أم تسونتاغ» الألمانية، بأن بروكسيل ستواصل السعي إلى إجراء حوار مع واشنطن من أجل الإعفاء من الرسوم. وقالت «ولكن إذا تضررت أوروبا فعلياً من الرسوم الجديدة، فسنتخذ إجراءات مضادة»... بنينا نظام تجارة عالمياً لعقود. الازدهار الأوروبي وملايين من فرص العمل تتوقف عليه، وأوروبا لن تقف مكتوفة الأيدي إذا عرض أحدهم نظام التجارة العالمي الحر للخطر». وفي واشنطن، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه سيعفي الاتحاد الأوروبي من الرسوم التي فرضها على واردات الولاياتالمتحدة من الصلب والألومنيوم، إذا ما تخلى الاتحاد في المقابل عن الحواجز التي يضعها أمام المنتجات الأميركية. وكتب على تويتر «الاتحاد الأوروبي بلدان رائعة تتعامل في شكل سيئ جداً مع الولاياتالمتحدة في التجارة، وتتذمر من الحقوق (المتعلقة) بالصلب والألومنيوم». وأضاف: إذا تخلت هذه البلدان «عن عوائقها الرهيبة والرسوم الجمركية على المنتجات الأميركية، سنتخلى عن رسومنا. وإلا فسنفرض ضرائب». وفي وقت سابق كانت المفوضة الأوروبية لشؤون التجارة سيسيليا مالمستروم أعلنت أن الولاياتالمتحدة، لم تقدم السبت إيضاحات كافية حول كيفية إعفاء أوروبا واليابان من رسوم مثيرة للجدل فرضتها واشنطن على وارداتها من الصلب والألومنيوم، مشيرة إلى أن المحادثات ستستأنف الأسبوع المقبل. وأورد بيان للاتحاد عقب المحادثات أنه واليابان «كشريكين عريقين للولايات المتحدة، أكدا أمام السفير لايتايز أنهما يتوقعان إعفاء صادراتهما إلى الولاياتالمتحدة من زيادة الرسوم». لكن بعد محادثات ثنائية مع لايتايزر أعلنت مالمستروم على تويتر «لم يتم تقديم توضيح فوري بشأن إجراء أميركي محدد للإعفاء، لذا فان المحادثات ستستأنف الأسبوع المقبل». وذهبت بروكسيل بعيداً في مواجهة الرسوم الأميركية الأخيرة معلنة عن قائمة منتجات أميركية قد تشملها إجراءات مضادة إذا تم فرض رسوم على الصادرات الأوروبية.