أعلن مسؤول صيني اليوم (الأحد) ان بلاده ستتخذ «ما يلزم من إجراءات» في حال ألحقت الولاياتالمتحدة الضرر بمصالحها الاقتصادية، مشيراً إلى أن بكين لا تريد «حرباً تجارية» مع واشنطن، وذلك بعد أن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عزمه فرض رسوم على واردات الصلب والألومنيوم. وأعلن ترامب يوم الخميس أنه سيفرض تعرفة جمركية تبلغ 25 في المئة على الصلب المستورد وعشرة في المئة على الألمونيوم لحماية المنتجين في الولاياتالمتحدة، مهدداً أوروبا في الوقت نفسه بفرض رسوم على السيارات الواردة إلى بلاده في حال اتخاذ إجراءات عقابية ضد قراراته. وأوضح الناطق باسم «الجمعية الشعبية الوطنية» خلال مؤتمر صحافي عشية الجلسة السنوية للبرلمان إن «الصين لا تريد حرباً تجارية مع الولاياتالمتحدة، ولكن إذا قامت واشنطن بفعل من شأنه الإضرار بمصالحنا، فان بكين لن تقف مكتوفة الأيدي وستتخذ ما يلزم من إجراءات». من جهتها حذرت أستراليا الاحداليوم من عاقبة تبادل الإجراءات الانتقامية، واندلاع حرب تجارية يمكن أن تؤدي إلى تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي، وذلك وسط سعيها إلى ضمان إعفاء صناعة الصلب والالمنيوم من رسوم الاستيراد التي فرضها ترامب. وحاولت كانبرا اقناع الولاياتالمتحدة باستبعاد أستراليا من هذه الرسوم الثقيلة، مشيرة إلى تفاهم تم التوصل إليه مع واشنطن خلال قمة العشرين العام الماضي. وبرزت مخاوف على صعيد السوق المحلي من أن هذه الرسوم الأميركية قد تغرق الأسواق ببضائع رخيصة كانت مخصصة في الأصل للتصدير إلى السوق الاميركي. وقال وزير التجارة الأسترالي ستيف شوبو لقناة «سكاي نيوز أستراليا»: «رأينا في اليومين السابقين ردوداً من كندا والاتحاد الأوروبي. ورأينا الحكومة الأميركية تعود للحديث عن فرض رسوم على السيارات». وأضاف أن «هذا ما يقلقني، إذا استمرينا برؤية هذا التصعيد في الخطاب، وأيضا تطبيق زيادة الرسوم على الواردات والصادرات في اقتصادات عدة في نهاية المطاف (...) فإن هذا سيؤدي إلى تباطؤ في النمو». وقال شوبو إنه تحدث السبت إلى نظيره الاميركي ويلبور روس، لكنه لم يتمكن من ضمان إعفاء أستراليا من الرسوم الأميركية، مشيراً إلى أن القضية في النهاية ستحتاج إلى «قرار من الرئيس». وأشار مسؤول أميركي الجمعة إلى أنه لن يكون هناك أي إعفاء لاي دولة، لكنه أضاف أنه «سيتم النظر في اعفاءات محتملة بشكل منفصل وستدرس كل قضية على حدة». وأوضح شوبو أن أستراليا ستلجأ إلى إجراءات موجودة لمكافحة سياسات الإغراق إذا ما أغرقت المنتجات الرخيصة السوق نتيجة رسوم ترامب. وتطرق رئيس الوزراء الأسترالي مالكولم تيرنبول اليوم إلى الموضوع، منتقداً بشدة وضع عوائق بوجه الاستيراد ووصفه بأنه«طريق مسدود». وقال للصحافيين في سيدني إن «الحمائية ليست سلّماً لاخراجك من فخ تباطؤ النمو، انه معول تحفر به إلى أعمق». وكان شوبو ذكر يوم الجمعة أن الالمنيوم والصلب الاستراليين يشكلان نسبة بسطية من الواردات الأميركية، لكنه حذر من أن زيادة الرسوم يمكن أن تربك التجارة وتؤدي إلى خسارة الوظائف. وتزايدت المخاوف خلال نهاية الأسبوع من حرب تجارية بعد أن حذر ترامب الاتحاد الاوروبي بفرض رسوم على سياراته في حال رد الاتحاد باجراءات انتقامية على رسومه التي فرضها على الصلب والالمنيوم. وقال رئيس المفوضية الاوروبية جان-كلود يونكر الجمعة إن الاتحاد الأوروبي يعد خطوات ضد علامات تجارية أميركية مثل «ليفياس» و«هارلي ديفيدسون». وكانت المفوضة الأوروبية لشؤون التنافس مارغريت فيستيغر قالت في كلمة في جامعة «هارفارد» يوم الجمعة إن الاتحاد الأوروبي سيرد على هذه التعريفات «للدفاع عن الصناعة الأوروبية والنظام التجاري العالمي»، وذلك حسب نسخة من تصريحاتها. ووصفت خطوة ترامب بأنها «إجراءات حمائية متحيزة ألحقت الضرر ليس بالوظائف فحسب وإنما بكل نظام القواعد الذي يجعل اقتصادنا العالمي يعمل». وانتقد ترامب أوروبا في تصريحات أدلى بها خلال حفل لجمع التبرعات في ولاية فلوريدا. وأشار في تغريدة على «تويتر» أمس إلى رفضه الإذعان لمصالح قطاع الأعمال في الولاياتالمتحدة والشركاء التجاريين الأجانب. وقال: «إذا كان الاتحاد الأوروبي يريد أن يزيد بشكل أكبر تعريفاته وحواجزه الضخمة بالفعل على الشركات الأميركية التي تقوم بنشاط هناك سنفرض ببساطة ضريبة على سياراتهم التي تتدفق في شكل حر إلى الولاياتالمتحدة. يجعلون من المستحيل بيع سياراتنا هناك. التجارة الضخمة غير متوازنة». وتفرض الولاياتالمتحدة تعرفة جمركية تبلغ 2.5 في المئة على السيارات التي يتم تجميعها في أوروبا وتعرفة تبلغ 25 في المئة على السيارات الفان والشاحنات الصغيرة المصنوعة في أوروبا. وتفرض أوروبا تعرفة قدرها عشرة في المئة على السيارات المصنوعة في الولاياتالمتحدة.