طوكيو، فيينا - رويترز - أدت زيادة في الإشعاع إلى تعليق عملية التخلّص من المياه الثقيلة في محطة فوكوشيما داييتشي النووية اليابانية أمس بعد ساعات من بدئها، ما اعتبر إنتكاسة جديدة لجهود استعادة السيطرة على المحطة المعطوبة. ويتسرب الإشعاع من المحطة النووية منذ الزلزال الكبير الذي ضرب اليابان في 11 آذار (مارس) الماضي وأمواج المد العاتية «تسونامي» التي أعقبته، وعبّرت الصين وكوريا الجنوبية عن قلقهما من إمكان حصول مزيد من التسريب إلى البحر. وتوقعت شركة «طوكيو إلكتريك باور» التي تتولى تشغيل المحطة استئناف عملية التنظيف في غضون أسبوع. وواجهت الخطة عقبة جديدة بينما أحيت اليابان ذكرى مرور مئة يوم على الزلزال وال»تسونامي» الذي أدى إلى قتل وفقدان 24 ألف شخص وتعطيل أجهزة التبريد في المحطة. وأوضحت الشركة في بيان أصدرته إن مستوى الاشعاع في آلة لامتصاص السيزيوم إرتفع في شكل أسرع من التوقعات المبدئية. وقال ناطق باسم الشركة في مؤتمر صحافي: «لم نحدد السبب في الوقت الحالي، لذا لا يمكننا إعلان متى ستستكمل العملية لكنني سأقول إن الأمر لن يستغرق أسابيع»، مؤكداً أن الشركة «لا تتوقع تأخيراً في خطتها» للسيطرة بالكامل على محطة فوكوشيما داييتشي بحلول نهاية العام الحالي. وتدعو الخطة التي وصفها منتقدون بأنها مغرقة في التفاؤل إلى إغلاق المفاعلات النووية الثلاثة المنكوبة بحلول كانون الثاني (يناير) المقبل. على صعيد آخر، لفت خبراء في الأممالمتحدة في تقرير أن محطات الطاقة النووية يجب أن تصمم ويحدد موقعها بحيث يمكن أن تقاوم «تمازجاً معقداً» ونادراً من التهديدات الخارجية. وإعتبر 18 عضواً من الوكالة الدولية للطاقة الذرية في التقرير، الذي يُعدّ أول عرض خارجي لكارثة فوكوشيما، أن حادثة اليابان النووية أوجدت «فرصة فريدة» للسعي للتعلم ولتطوير السلامة في أنحاء العالم. وأعدت الوثيقة، المؤلفة من 160 صفحة، لإجتماع دولي ضخم سيعقد هذا الأسبوع ويتوقع أن يعطي دفعة لتعزيز معايير المفاعلات في مواجهة القلق العام المتزايد حيال الأخطار التي تفرضها السلامة النووية. وقد صدر ملخص من ثلاث صفحات في ضوء زيارة قام بها فريق الوكالة الدولية قبل أيام إلى اليابان، أفاد أن المعنيين إستخفوا بتهديد موجات المدّ لمحطة فوكوشيما وحضّ على اجراء تغييرات شاملة للنظام التنظيمي. وأدرج التقرير الكامل قائمة من 16 درساً من أسوأ أزمة نووية في العالم منذ تشيرنوبل (1986) في شأن كيفية الإستعداد الأفضل والتعامل مع هذه الأنواع من الأحداث غير الطبيعية. وتتضمن إجراءات تساعد على منع أي تكرار لكارثة فوكوشيما إضافة إلى العمل في شأن الاستجابة للطوارىء والتأهب. وتعرّض مسؤولون يابانيون للانتقاد لفشلهم للتخطيط لموجات مد تجاوزت حائط طوله 5.7 متر في محطة فوكوشيما على رغم تحذيرات من أن مثل هذا الخطر يلوح في الأفق. وجاء في تقرير الوكالة الدولية «كانت هناك احتياطات دفاعية عميقة غير كافية لمخاطر موجات المد»، وبالتالي «يجب أن تراجع بانتظام أي تغيرات في مثل هذه المخاطر على شكل المحطة، ويجب إنشاء نظام تحذير موجات مدّ فعال»، مشدداً «على التحرك الفوري من قبل الشركة المشغلة».