شدّد الرئيس اللبناني ميشال سليمان على «ضرورة الاستقرار الأمني وعدم المسّ بطمأنينة المواطنين وسلامتهم، وتالياً السلم الأهلي، كي تنصرف الحكومة إلى معالجة القضايا والملفات الإجتماعية والإقتصادية». وأوضح بيان صادر عن المكتب الاعلامي في القصر الجمهوري ان سليمان «اعرب عن إرتياحه الى التدابير التي اتخذتها قيادة الجيش والقوى الأمنية لفرض الأمن والهدوء في مناطق التوتر في طرابلس، وأكد الحزم في مواجهة المخالفين والمخلّين»، معرباً عن أسفه ل»سقوط الضحايا في اشكالات لا طائل منها». جنبلاط: لدرء الفتنة مهما كان الثمن وفي مواقف الاكثرية من أحداث طرابلس، شدد رئىس جبهة «النضال الوطني» النيابية وليد جنبلاط على «دقة وصعوبة المرحلة»، لافتاً الى ان «وبعد يومين فقط على تشكيل الحكومة ظهرت مؤشرات لمحاولة ادخال لبنان في الفتنة»، مشدداً على ان «مهمتنا الاساس درء الفتنة في لبنان مهما كان الثمن». وقال بعد زيارته وزير شؤون المهجرين علاء الدين ترو في برجا: «بعيداً عن العواطف نتمنى على سورية الدخول في الحوار والاصلاح الجديين كمدخلين اوحدين للوصول الى درء الفتنة في سورية وتعزيز الوحدة الوطنية»، ورأى ان «اي حسابات اخرى ستكون مدمرة لنا ولهم»، داعياً الى الاسراع في الحوار وتطبيقه تفادياً لمزيد من الدم والتشرذم ومنع تدخل القوى الاجنبية». ونوّه وزير المال محمد الصفدي بالاجراءات العسكرية والأمنية الصارمة التي نفذها الجيش في منطقتي جبل محسن والتبانة، و«بالتجاوب الذي أبداه المعنيون في تلك المناطق مع القوى الأمنية، والتحرك الفعّال لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي حسم الموقف لمصلحة استتباب الأمن وتثبيت السلم الأهلي»، معتبراً ان «الجيش سيكون حازماً في التصدي للعابثين بالأمن والمحرضين على الفتنة، إلى أي جهة انتموا»، داعياً إلى أن «يتوقف التحريض اللامسؤول الذي يغذي الفتنة». وثمّن وزير الشباب والرياضة فيصل كرامي «الدور الذي قام به الجيش والقوى الأمنية والتي حسمت الموقف على الأرض وأنهت الصراع الدامي والمفتعل بين باب التبانة وجبل محسن»، مؤكداً «أن الدولة لا تمتلك أي عذر لعدم منع الاعتداء على أمن الناس وأرزاقهم». واعتبر «أن افتعال أي حادث أمني في طرابلس تحت أي عنوان من صنع الأيدي الشريرة التي لا تريد الا الأذى». وقال: «لا يمكن للفتنة في لبنان وتحديداً في طرابلس أن تستمر، واليد التي ستشعل هذه الفتنة سنقطعها». ودعا الى «التفكير الجدي بما يمكن توصيفه بالأمن الاستباقي»، وقال «إن الأجواء في اليوم الذي سبق اندلاع الأحداث كانت متوترة جداً، وكان ثمة حديث منتشر في المدينة عن توزيع السلاح والتحضير لافتعال مشكلة أمنية، وكان علينا جميعاً وعلى الجهات الأمنية مدعومة بالقرار السياسي أن نأخذ هذا الكلام على محمل الجد ونقطع الطريق على هذه الفتنة». ونفى «أن يكون الرئيس نجيب ميقاتي وجّه الاتهام الى تيار المستقبل»، معتبراً «أن حديثه عن المعارضة السلمية والبناءة يمثل كل وزراء طرابلس ولا يعني اتهاماً لأحد. أما من فهمه على نحو معاكس، فكأنه يتهم نفسه بنفسه». وأوضح وزير الدولة أحمد كرامي أن «كلام الرئيس ميقاتي أتى رداً على سؤال، والمقصود منه أنّ من يريد أن يتظاهر عليه أن يطلب الترخيص من أجل حمايته، ولم يأتِ على ذكر تيار «المستقبل» وهو غير المعنيّ بكلام رئيس الحكومة أمس». وقال لمحطة «ام تي في» أن «وقف إطلاق النار ليس الحل الجذري بل يجب وقف إراقة الدماء»، مضيفًا: «الجيش دخل إلى منطقتي التبانة وجبل محسن وأصبح اليوم مسؤولاً عن منع أي جهة تطلق النار». واعتبر عضو كتلة «التنمية والتحرير» النيابية عبدالمجيد صالح أن أحداث طرابلس «رسالة أمنية غير مشفرة تشبه إلى حد كبير ما حصل في يوم الغضب عند تكليف الرئيس نجيب ميقاتي»، لافتاً إلى ان «هذه الأحداث تدين شبكة 14 آذار لأنها تظهر النيات في التعاطي مع هذه الحكومة وتكشف ادعاءهم ممارسة المعارضة في شكل سلمي وحضاري». وقال لوكالة «الانباء المركزية» ان احداث طرابلس «يمكن وضعها في إطار إستدراج الفتنة وإلا كيف نفسر هذه الرسالة التي أتت بعد أيام قليلة من تشكيل الحكومة». وأسف عضو الكتلة نفسها ايوب حميد «لأحداث طرابلس الدامية»، معتبراً ان «الرد على تشكيل الحكومة لا يكون بالنار لأن المعارضة المسؤولة هي التي تمارس الديموقراطية الصحيحة والمسؤولة». وطالب عضو «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي سيمون أبي رميا، في حديث إلى قناة «المنار» قيادة الجيش والقوى الأمنية ب «الدخول إلى بعض المنازل في طرابلس وسحب السلاح من أي جهة كانت بهدف إخماد نار الفتنة». «البعث» يتهم «المستقبل» ورأى الأمين القطري لحزب «البعث العربي الإشتراكي» فايز شكر ان «ما حدث في طرابلس بداية لفتنة طائفية مذهبية تستهدف الوطن بكل مكوناته ينفذها فريق 14 آذار وتيار المستقبل كرد فعل هستيري على إعلان تشكيل الحكومة والتي جاءت بمثابة إعلان سقوط امبراطورية الفساد والسرقة والتعهدات والإلتزامات الخارجية مترافقة مع وابل من التهم والشتائم». وقال شكر خلال احتفال قسم اليمين الحزبي لعشرات المنتسبين الجدد لصفوف حزب «البعث» في الهرمل «ان استهداف سورية بشكل أساسي هو لأنها البلد العربي الوحيد في خندق المواجهة الى جانب المقاومة، وهي بقيادتها وشعبها وحلفائها وأصدقائها تجاوزت الأزمة وانتصرت على المؤامرة على رغم الأموال والإعلام والتضليل وأدوات أخطرها دور تيار المستقبل وحلفائه الذين استغلوا حال الفراغ ليجعلوا من الساحة اللبنانية منصة لدعم المجموعات الإرهابية والتخريبية في لبنان وسورية»، مشيراً الى «أدلة ووثائق تكشف في حينها». وأسفت جبهة «العمل الاسلامي» في لبنان لأحداث طرابلس، ورأت أنّ محاولة نقل الصراع إلى لبنان «أمر مرفوض وغير مقبول، وما يجري داخل سورية على رغم خطورته وفظاعته وسقوط المئات من الضحايا والشهداء من رجال الأمن ومن المواطنين الأبرياء والمتظاهرين العُزّل شأن داخلي يُعالج عن طريق الحوار والإصلاح الحقيقي بين النظام والشعب». ولفتت الهيئة العامة ل»اللجان الأهلية في طرابلس» الى ان «التظاهرات التي جرى اعدادها وتنسيقها من قبل بعض التيارات الإسلامية المناهضة للنظام السوري وبدعم من قوى 14 آذار وتيار المستقبل متخذة من طرابلس الأرض الخصبة لتنفيذ ما وعدت به من إسقاط حكومة الرئيس ميقاتي المتهم بحكومة حزب الله وحكومة بشار الأسد»، معتبرة ان «تصريحات قوى 14 آذار بالعمل على إسقاط الحكومة الميقاتية بمختلف الوسائل ومنها الشارع، تزامن بالفعل مع الأحداث الأمنية في طرابلس».