وصفت السفارة السعودية في إندونيسيا قضية الطفلة اليتيمة هيفاء ب «المحيرة»، مشيرة إلى وجود جوانب «غامضة» وحلقات «مفرغة» في الحكاية التي روتها السيدة الإندونيسية منى، والتي ادعت أنها فقدت زوجها السعودي سلطان الحربي في حادثة سير وقعت في منطقة بونشاك الإندونيسية قبل حوالى 10 سنوات، تاركاً وراءه طفلته الرضيعة حينها هيفاء، إلا أن السجلات الأرشيفية للسفارة لم تشر إلى وجود مواطن سعودي توفي في إندونيسيا ونقل جثمانه إلى المملكة بهذا الاسم. فيما أكدت السفارة متابعة التحقيق في القضية. ومنعت الأقوال المتناقضة للسيدة الإندونيسية لجنة التحقيق في ملف الطفلة هيفاء من الوصول إلى الخيط الأول من خيوط القضية، خصوصاً بعد عدم توصل السفارة السعودية في العاصمة الإندونيسية جاكرتا إلى أوراق رسمية في سجلاتها تثبت وجود مواطن فقد في إندونيسيا يحمل هذا الاسم. وأشارت السفارة إلى أن التحقيقات كشفت عن تناقض أقوال السيدة في ما يخص تفاصيل ارتباطها بوالد الطفلة، الذي ادعت أنه سعودي الجنسية، إضافة إلى تفاصيل دفنه، ونقل جثمانه إلى المملكة، فيما تناقضت أقوالها في عدد من تفاصيل القضية، ما زاد الحادثة تعقيداً. وقال مصدر في السفارة في تصريح إلى «الحياة»: «إن قضية الطفلة هيفاء لاقت تفاعلاً كبيراً بعدما ظهرت مع والدتها في مقطع فيديو مصور التقطه سائح سعودي، روت خلاله السيدة الإندونيسية معاناة طفلتها السعودية، التي فقدت والدها في حاثة سير بدراجة نارية قبل تسعة أعوام، وهي طفلة رضيعة»، واصفاً القضية ب«المحيرة جداً»، إذ إن السفارة التي سارعت إلى فتح ملف لبحث القضية، لم تجد في أرشيفها وسجلاتها أية حادثة وفاة قبل 9 أو 10 سنوات لشخص يدعى سلطان الحربي، مبيناً أنه إذا كان هناك شخص يحمل هذا الاسم، فلم يتم نقل جثمانه عبر السفارة والخطوط الجوية العربية السعودية، ولم يخرج من إندونيسيا مطلقاً شخص ميت بهذا الاسم. وأضاف المصدر: «التقت الطفلة ووالدتها الإندونيسية سفير خادم الحرمين الشريفين أسامة الشعيبي فور ظهور قضيتها على الساحة، وتم التعامل معها بشكل مباشر، فيما وجه بسرعة التحقيق ومعالجة القضية، إلا أن أقوال السيدة متناقضة، ما زاد من تعقيد القضية». وتابع: «السيدة ادعت وفاة زوجها السعودي، ما يجعل أمر التحقق من الطفلة عبر تحليل DNA مستحيلاً». وقال إن جميع ادعاءات السيدة الإندونيسية متناقضة، مشيراً إلى وجود «أمور مخفية لم تتضح بعد»، مضيفاً: «لا يوجد حتى الآن معلومة تربط لجنة التحقيق في أول خيط للقضية». وأشار إلى تحديد موعد للقاء السيدة الإندونيسية مجدداً، لمواصلة التحقيق في القضية، لافتاً إلى أن الطفلة لا تزال برعاية السفارة إلى حين اتضاح الحقيقة والتفاصيل كاملة، مشيراً إلى أنه إذا أثبت نسبها إلى مواطن سعودي؛ سيتم إدراجها ضمن برنامج «أواصر». وكانت سفارة المملكة في جاكرتا سارعت إلى فتح ملف للتحقيق في قضية طفلة (10 أعوام)، بعدما ظهرت في مقطع فيديو مصور التقطه سائح سعودي، روى خلاله معاناة الطفلة اليتيمة ووالدتها. وأكدت الأم أنها فقدت زوجها السعودي سلطان الحربي في حادثة سير على دراجة نارية قبل تسعة أعوام، مشيرة إلى أنها ربت طفلتها الرضيعة - آنذاك - في منطقة بونشاك الإندونيسية. ولفتت السيدة خلال المقطع إلى أنها تبحث عن أسرة طفلتها الموجودين في منطقة المدينةالمنورة، لتقديم الرعاية لطفلتهم اليتيمة.