يتملك الخوف غالب الشمري على ابنه عبدالله (22 سنة)، المريض بالفشل الكلوي، في عدم إكمال رحلة «زراعة كلية»، في بريطانيا في الشهر المقبل، بعد أن تمكن من الحصول على «قرار علاج على نفقة الدولة».وتعذر على الشمري الحصول على تذاكر مؤكدة لسفره، ما سيؤدي إلى إلغاء موعد العلاج وبدء إجراءات استخراج التأشيرة من جديد. ويعاني عبدالله الشمري من فشل كلوي بسبب مرض في المثانة، حين كان في الخامسة من عمره، وأسهمت «الحياة» في نشر قصته، وسارعت جهات رسمية وغير رسمية إلى تلبية النداء الذي أطلقه والده، وتلقى اتصالات من وزارة الصحة ممثلة في المديرية العامة للشؤون الصحية، وبعد عرض تقارير طبية عن حالة المريض، أوصت الهيئة الطبية العامة في الدمام بعلاج المريض على نفقة الدولة، بناء على قرار الهيئة الطبية العليا. وتمكن الشمري من الحصول على متبرع بكلية لابنه، ويشمل القرار نقلهم إلى بريطانيا، ويقول: «المرض الذي يعاني منه عبدالله في المثانة، فهو لا يستطيع إخراج البول إلا عن طريق أنبوب يخترق البطن، ما دفع اللجنة الطبية إلى الموافقة على معالجته في بريطانيا وزرع كلية له من المتبرع الذي سيرافقنا». ما إن تسلم غالب الشمري الموافقة على علاج ابنه، حتى أصيب باليأس، «لم أتمكن من الحصول على مقاعد في الطائرة في الفترة المقبلة وإلى أن يحين موعد العلاج في المستشفى». ويضيف والد المريض: «حددت الملحقية الصحية في سفارة المملكة في بريطانيا الثالث من شعبان المقبل موعداً لدخول المستشفى، وفي حال لم نتمكن من الحصول على مقاعد، سنضطر إلى تأجيل الموعد، وهذا وضع لا يحتمله ابني الذي يخضع لغسيل كلى أربعة أيام في الأسبوع، في مستشفى الملك فهد الجامعي. وتساءل الشمري عن تغطية كلفة السفر، موضحاً: «القرار يتضمن تغطية نفقات العلاج وتذاكر السفر، فيما ليس واضحاً أن الدولة ستنفق على السكن والمواصلات وغيرها». ويظهر من قرار الهيئة عدم شمول نفقات ما قبل السفر، ويذكر الشمري: «دفعت مبالغ للحصول على التأشيرة، إضافة إلى مكتب ترجمة، لحاجة السفرة إلى ترجمة الوثائق، وسيكون علي أيضاً دفع مبالغ أخرى من أجل حجز السكن، والتي تكلف مبالغ طائلة». ويظهر قرار الهيئة أن «الدولة تتحمل السفر والعلاج، إضافة إلى صرف مبلغ 300 ريال كل يوم، وذلك قبل يومين من موعد دخول المريض للمستشفى، ويتم إيقاف المبلغ عن المريض في حال كان منوماً في المستشفى»، إضافة إلى «التقيد بالسفر في اليوم المحدد من الهيئة، والتقيد بالمركز العلاجي والمدة المحددة للعلاج من وزارة الصحة». وشمل القرار «التقيد بحجز مكان إقامة لمدة تراوح بين ثلاثة وخمسة أيام. وبرر أحد موظفي «الخطوط السعودية» عدم حصول الشمري على مقاعد ب«تخصيص الخطوط مقاعد لفئات معينة، ومن بينها المرضى الذين يأتون بأوامر إركاب، وربما صادف اليوم المطلوب السفر فيه عدم توافر المقاعد، ما يتطلب تغيير الموعد». ومن جهة أخرى، أوضح مصدر في الهيئة الطبية العامة في الدمام أن العلاج على حساب الدولة يشمل السفر والمستشفى والعلاج فيه، ويعطي المريض 300 ريال يومياً، وهي من أجل السكن والتنقل والطعام وغيرها، مضيفاً: «القرار لا يشمل دفع إيجار السكن، وإنما يتحمل المريض ومرافقيه أي نفقات تزيد على 300 ريال يومياً». ويتخوف الشمري من غلاء المعيشة في لندن، لافتاً إلى أنه لا يعرف ماذا ستفعل ال300 ريال هناك.