واشنطن – رويترز، أ ف ب - وصف البيت الأبيض خلافة أيمن الظواهري القائد الراحل لتنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن والذي قتلته قوات كوماندوس أميركية في باكستان الشهر الماضي بأنها «خطوة متوقعة لا تغير واقع أن أيديولوجيا القاعدة أفلست». وقال جاي كارني الناطق باسم البيت الأبيض: «لم يشكل ذلك مفاجأة»، فيما أكد القائد الأعلى للجيوش الأميركية المشتركة الأميرال مايكل مولن أن الولاياتالمتحدة ستسعى الى قتل الظواهري «لأنه يواصل تهديدنا مع تنظيمه». وعلى رغم أن الظواهري يعرف منذ وقت طويل بأنه نائب بن لادن والعقل المدبر لعمليات كثيرة ل «القاعدة»، اعتبر وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس أن الظواهري سيواجه «عدداً من التحديات لفرض سلطته على التنظيم باعتباره لا يملك كاريزما القائد نفسها التي تمتع بها بن لادن، وكذلك خبرة العمليات». لكن غيتس استدرك قائلاً: «يجب أن نتذكر أن القاعدة تسعى إلى الحفاظ على استمراريتها، وإيجاد بدلاء لأولئك الذين قتلوا، وهي لا تزال تلتزم النهج الذي وضعه بن لادن». ويعتقد بأن الظواهري يختبئ في منطقة على الحدود بين أفعانستان وباكستان، في حين تعرض الولاياتالمتحدة مكافأة مقدارها 25 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تقود لقتله أو اعتقاله. وقال فواز جرجس، الخبير في شؤون الشرق الأوسط بكلية لندن للاقتصاد، إن «مقاتلي القاعدة في جنوب آسيا مطاردون وقادتها مختبئون، ولن يستطيع الزعيم الجديد فعل الكثير لإعادة التنظيم إلى سابق عهده». وبالنسبة الى فروع «القاعدة» في أنحاء أخرى من العالم قال الخبير إنها «تخوض قتالاً محلياً شرساً للبقاء، ولا تستطيع تنسيق جهودها مع التنظيم». وأشار هنري ويلكنسون من مؤسسة «غانوسيان» للاستشارات الأمنية الى أن «القاعدة» عجزت عن شن هجوم بحجم اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001، وقدراتها تسير في منحنى هابط منذ ذلك الحين، في حين يبقى إنجازها الرئيس الوحيد نجاحها في البقاء». وشعر مصريون بالازدراء لدى سماعهم نبأ تولي الظواهري زعامة «القاعدة»، وقال كريم ثابت (34 سنة)، وهو مدير شركة نفط وغاز: «لم أتفاجأ إذ كان الظواهري الرجل الثاني المخلص دائماً، وهو أكثر جنوناً من بن لادن، وسيرغب في إثبات ذاته عبر شن هجمات بشعة في وقت قريب».