الخرطوم، جوبا، جنيف - رويترز، ا ف ب - تبادل الجيش السوداني و «الجيش الشعبي لتحرير السودان» الجنوبي، قصفاً بالمدفعية أمس قرب مدينة أجوق على الحافة الجنوبية لمنطقة أبيي المتنازع عليها بين الطرفين، ما دفع منظمات إغاثية إلى إجلاء موظفيها. وقال مسؤول مساعدات انسانية طلب عدم ذكر اسمه: «منذ العاشرة صباحاً حدث قصف على جانبي النهر. في وقت لاحق حدث قصف شمالي أجوق بقليل. يجري سحب كل عمال المساعدات الانسانية من أجوق». ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من ناطق باسم الجيش الشمالي، فيما قال ناطق باسم «الجيش الشعبي»، إن القوات الشمالية والجنوبية اشتبكت في المنطقة أمس، لكن لم تتوافر لديه تفاصيل بعد. ويأتي هذا الاشتباك قبل نحو ثلاثة أسابيع من إعلان استقلال الجنوب المقرر في 9 تموز (يوليو) المقبل. إلى ذلك، طالبت الأممالمتحدة أمس بفتح ممرات إنسانية عاجلة في جنوب كردفان للسماح بمرور المدنيين النازحين هرباً من العنف الدائر في عاصمة الولاية كادوقلي والمناطق المحيطة بها، ولتيسير العمليات الإنسانية الداعمة للسكان. وقالت الناطقة باسم مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في المنظمة الدولية اليزابيث بايرز خلال مؤتمر صحافي: «ما زال انعدام الأمن مستمراً، وما زالت الاشتباكات مستمرة في مناطق عدة خصوصاً في جنوب كردفان». وأضافت أن «استمرار انعدام الأمن والقيود المفروضة على حركة عمال الإغاثة مازالت تعيق في شكل خطير الوصول إلى المدنيين النازحين من مدينة كادوقلي والمناطق المحيطة بها». وتابعت: «طالبت الاممالمتحدة بفتح ممرات إنسانية خصوصاً بين مدينة كادوقلي والعبيد شمالاً للسماح بمرور آمن للنازحين من المنطقة، وهو أمر غاية في الأهمية». وبحسب مصادر الأممالمتحدة، نزح نحو 60 ألف نسمة من سكان كادوقلي ومحيطها هرباً من أعمال العنف التي تجددت في 5 حزيران (يونيو) الجاري بين الجيش الشمالي المدعوم بميليشيات محلية ومقاتلين مرتبطين ب «الجيش الشعبي لتحرير السودان». واشار مكتب تنسيق الشؤون الانسانية للأمم المتحدة، إلى أن بعض سكان كادوقلي ممن لديهم سيارات فروا باتجاه العبيد، بينما سار آخرون على الأقدام باتجاه جبال النوبة. وقالت بايرز: «ما زال الكثيرون منهم يسيرون براً من دون معرفة عددهم ولا الوقوف على حاجاتهم الانسانية... ندعو أطراف الصراع كافة إلى تفادي مهاجمة المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المشردين كافة». وشدد مكتب الشؤون الإنسانية على قلقه إزاء الوضع «الملح» في ابيي، حيث «مازال التوتر يخيم، ولا يمكن التكهن به». وتقول الأممالمتحدة إن زهاء 113 ألف نسمة شردوا في المنطقة الواقعة على الحدود بين الشمال والجنوب والمتاخمة لجنوب كردفان. وأعربت عن خيبة أملها من عدم تلقيها سوى 730 مليون دولار من بين 1.7 بليون دولار مطلوبة لإنقاذ الوضع الانساني في السودان، ما يمثل 43 في المئة فقط من المناشدة التي وجهتها، وهو ما وصفته بايرز ب «الكم القليل الذي ينذر بكارثة».