أبرمت شركة غازان للاستثمار والتطوير الصناعي، عقد تنفيذ المرحلة الأولى لإنشاء «المصنع السعودي للفحم البترولي المكلس»، مع «شيانيج» الصينية، بطاقة إنتاجية تبلغ نصف مليون طن سنوياً، وبكلفة قدرها بليون ريال، في مدينة الجبيل الصناعية. وأوضح رئيس مجلس إدارة شركة غازان للاستثمار والتطوير الصناعي عبدالرحمن بن محمد الجميح، خلال مؤتمر صحافي في الرياض، أمس، أن توقيع العقد يأتي متزامناً مع توقيع العقود المرتبطة بتطوير المشروع بما فيها إبرام عقود التقنية والمعدات لبناء المصنع مع مجموعة من الشركات العالمية المتخصصة في مجال صناعة وإنتاج الفحم البترولي المكلس، والذي سيشكل إنجازاً وطنياً رائداً على صعيد الصناعات التعدينية بما يرفع القدرة التنافسية للشركات الوطنية السعودية عالمياً. وقال إن «غازان» التي تقوم بتطوير هذا الكيان الصناعي الذي يتكون من وحدتي إنتاج أساسيتين لإنتاج الفحم النفطي المكلس، إن المصنع سيقوم بتزويد مصانع صهر الألومنيوم القائمة والمزمع إقامتها في دول مجلس التعاون الخليجي والتي تمثل استثماراً استراتيجياً لدول المنطقة بماجة الفحم النفطي المكلس. وقدر الجميح حاجة المنطقة من الفحم النفطي المكلس بنحو 1.2 مليون طن سنوياً حالياً، بينما يتوقع زيادة الطلب على هذه المادة في السنوات المقبلة، نتيجة نمو صناعة الالومنيوم في المملكة ومنطقة الخليج، مشيراً إلى أن الشركة سبق أن وقّعت عقداً مع شركة «وورلي بارسونز العالمية» للإشراف على إدارة تنفيذ المشروع بعد أن حصلت على أرض تناهز ربع مليون متر مربع من الهيئة الملكية للجبيل وينبع، خصصت لهذا المشروع. وأشار إلى أن المصنع حصل على حصة من مخصصات الغاز اللازمة لتزويد المشروع بالطاقة التي يحتاج اليها المشروع، إذ من المتوقع أن يبدأ الإنتاج الفعلي قبل نهاية عام 2012، موضحاً أن «غازان» وقّعت اتفاق تفاهم مع شركة «إمدادات الطاقة» إحدى فروع الشركة الوطنية للإنتاج الثلاثي للطاقة لاستغلال الحرارة الفاقدة، وهو ما يتيح الاستفادة منها في إنتاج الكهرباء وتحلية المياه بما يمكن من إنتاج 24 ميغاوات من الكهرباء، يغطي جزء منها يشكل حاجة المصنع، ويستخدم المتبقي في إنتاج 85 ألف متر مكعب من المياه المحلاة يومياً. وأكد أن استغلال الحرارة الفاقدة يعد مشروعاً رائداً في الحفاظ على البيئة والتقليل من الانبعاثات الضارة، وهو ما يجعل من هذا المشروع صديقاً للبيئة متواكباً مع التوجه محلياً وعالمياً، إذ يسعى المشروع إلى استغلال الغازات العادمة بشكل غير مضر بالبيئة وبما يمكن من استثمارها لإنتاج مواد مفيدة في تخليص الانبعاثات من ثاني اكسيد الكبريت للحفاظ على بيئة نظيفة. ولفت الجميح إلى ان «غازان» كانت بدأت في التخطيط لإنشاء هذا المشروع منذ ما يزيد على ثلاث سنوات، إذ عينت شركات استشارية متخصصة فنياً وتقنياً ومالياً للتأسيس للمشروع. وأشار إلى أن «غازان للاستثمار الصناعي» وقّعت عقوداً لتزويد المشروع بالمادة الخام من الفحم النفطي الأخضر الذي تسعى الشركة إلى إنتاجه، وأنجزت الدراسات الأولية اللازمة لمشروع إنتاج الفحم النفطي الأخضر بجودة عالية من المخلفات النفطية، وبينت دراسات الجدوى أهمية المشروع الاقتصادية والاستثمارية في تشغيل اليد العاملة وتنميتها ودعم وتطوير الصناعات النفطية في المملكة.