رفضت الولاياتالمتحدة أمس اقتراح سيف الإسلام نجل الزعيم الليبي معمر القذافي إجراء انتخابات في البلاد. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند للصحافيين: «أعتقد أن الوقت متأخر بعض الشيء بالنسبة لذلك». واضافت: «الوقت متأخر بعض الشيء لأي مقترحات من القذافي ودائرته بشأن التغيير الديمقراطي. الوقت حان لرحيله (القذافي)». وتابعت أن الاقتراح الوحيد الذي سيسعد الولاياتالمتحدة من القذافي هو: «التنحي عن السلطة». وأبلغ البيت الأبيض الكونجرس امس الاول أن الرئيس الامريكي باراك اوباما يملك السلطة القانونية للمضي قدما في مشاركة القوات الامريكية في العمليات العسكرية في ليبيا.وقال سيف الإسلام لصحيفة كورييري ديلا سيرا الايطالية إن والده سيوافق على اجراء انتخابات «في غضون ثلاثة اشهر». في ليبيا تحت اشراف الناتو ومراقبين دوليين وسيتنحى اذا خسرها. لكن رئيس الوزراء الليبي البغدادي علي المحمودي شكك في وقت لاحق على ما يبدو في امكانية تقديم القذافي لهذا التنازل وقال للصحافيين إنه يود تصحيح ذلك بأن الزعيم الليبي ليس معنيًا بأي استفتاءات. إلى ذلك كشف مسؤول ليبي عن محادثات بين نظام معمر القذافي والثوار الليبيين، في وقت اتهمت موسكو وبكين دول الحلف الاطلسي بتجاوز تفويضها مبدأ حماية المدنيين إلى المطالبة بسقوط النظام، وهو ما اقرت به فرنسا. وقال الممثل الخاص لروسيا في افريقيا ميخائيل مارغيلوف بعد لقائه رئيس الوزراء الليبي البغدادي المحمودي «حصلت اليوم». «على تأكيد ان اتصالات مباشرة تجري بين بنغازي (مقر الثوار) وطرابلس». وتابع: «قال لي رئيس الوزراء الليبي أن جولة من هذه الاتصالات جرت (الاربعاء) في باريس». واشار المبعوث الروسي الذي زار بنغازي في السابع من حزيران/ يونيو إلى أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي تم ابلاغه بنتائج هذه الاتصالات.. ولم يعترف اي من فريقي الازمة الليبية بوجود مفاوضات لحل النزاع، اذ يطالب الثوار برحيل القذافي قبل اي مفاوضات. الا أن طرابلس ابقت على تصلبها في هذه المسألة. وقال البغدادي المحمودي اثناء لقائه مع مارغيلوف أن مسألة رحيل الزعيم معمر القذافي «خط احمر». لا يمكن تخطيه في اي حوار. واكد مارغيلوف لوزير الخارجية الليبي ان القذافي «في وسعه العيش في ليبيا بصفته مواطنا، وأمنه يمكن أن تتولاه القبائل التي ينبثق منها». وقال «لا احد يريد موته».. في هذا الوقت، اتهم الرئيسان الصيني هو جينتاو والروسي ديمتري مديفيديف الحلف الاطلسي بتفسير القرار 1973 «عشوائي». من خلال تجاوز التفويض الممنوح له بحماية المدنيين إلى حد المطالبة بسقوط النظام، وهو ما اعترفت به فرنسا.واقر وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه في العاصمة الجزائرية، بان تنحي الزعيم الليبي معمر القذافي ليس منصوصا عليه في قرارات مجلس الامن الدولي لكنه مطلوب من غالبية اعضاء المجتمع الدولي، كما قال وأكد سيف الإسلام نجل الزعيم الليبي معمر القذافي في مقابلة نشرتها صحيفة كورييرا ديلا سيرا الايطالية، استعداد فريق القذافي لاجراء انتخابات «في غضون ثلاثة اشهر». في ليبيا تحت اشراف مراقبين دوليين. الا أن مفاعيل هذا العرض تبقى ملغاة بسبب اشتراط المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل الثوار والمعترف به من 15 دولة، رحيل القذافي قبل القبول باي وساطة. في غضون ذلك، اعلن وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني ان «اجتماعا موسعًا». يضم جميع زعماء القبائل وممثلي المجتمع المدني في ليبيا سيعقد في روما «الاسبوع القادم على الارجح».