كثّفت القوات النظامية السورية قصف مدينة مسرابا الواقعة في غوطة دمشقالشرقية أمس، في مسعى إلى شطر المنطقة الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة إلى قسمين، في الوقت الذي تصعّد حملتها لتكبيد المعارضة أكبر هزيمة منذ 2016عام. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن تعزيزات تضم 700 مقاتل إضافي من المقاتلين الموالين للنظام السوري وصلت إلى الخطوط الأمامية. وأشار مدير «المرصد» إلى أن «700 عنصر على الأقل من الميليشيات الأفغانية والفلسطينية والسورية الموالية لقوات النظام أرسلوا مساء الثلثاء إلى جبهات الغوطة الشرقية». وانتشرت القوات الجديدة على جبهات الريحان، الواقعة شمال شرقي المعقل، وإلى بلدة حرستا، الواقعة إلى الغرب منه والتي يحاول النظام التقدم منها في اتجاه مدينة دوما، أكبر مدن الغوطة، وفق «المرصد» الذي أوضح أن الهدف من ذلك هو قسم معقل الفصائل المعارضة إلى جزءين وعزل القسم الشمالي الذي تقع فيه دوما عن القسم الجنوبي، بفضل تقدم القوات القادمة من الشرق والمتقدمة نحو الغرب. ولفت «المرصد» إلى أن القوات النظامية سيطرت خلال الهجوم البري المستمر منذ أيام على نصف المنطقة تقريباً. وأشار إلى تقدم جديد لهذه القوات عبر سيطرتها على مزارع مسرابا الشرقية والجنوبية إضافة إلى كامل مزارع بيت سوى حيث باتت في محيط البلدة. ومع هذا التقدم باتت قوات النظام تسيطر نارياً على أجزاء من مسرابا وبيت سوى، بالتزامن مع تقدم مشابه واشتباكات في محيط بلدة جسرين. وسبق هذا التقدم قصف جوي وصاروخي منذ فجر أمس، تمثل بأكثر من 157 ضربة جوية من الطائرات الحربية والمروحية، إضافة إلى قصف مكثف بعشرات الصواريخ والقذائف المدفعية والصاروخية من جانب قوات النظام. ونقل التلفزيون الرسمي السوري عن عقيد في القوات النظامية قوله «تلقينا تعليمات من القيادة العامة بفك الحصار عن أهلنا ضمن منطقة الغوطة». وتابع «إن شاء الله قريبا جداً جداً يتم فك الحصار... والرجوع إلى حضن الدولة». وعرض التلفزيون لقطات حية من على مشارف مدينة مسرابا أظهرت تصاعد سحب دخان ضخمة إلى السماء، وأمكن سماع أصوات مقاتلات ودوي انفجارات. وقال المراسل إنه يجري قصف دفاعات مقاتلي المعارضة في مسرابا تمهيداً لبدء هجوم لوحدات المشاة. وبدأ النظام هجوماً على الغوطة ذات الكثافة السكانية العالية والواقعة في ضواحي العاصمة دمشق قبل أكثر من أسبوعين. وتحول الهجوم إلى واحد من أعنف الهجمات في الحرب التي توشك على دخول عامها الثامن. ووفقاً ل «المرصد» فإن 800 مدنياً قتلوا في القصف. وأي هزيمة للمعارضة في الغوطة ستمثل أكبر انتكاسة تُمنى بها منذ إخراج مقاتليها من شرق حلب أواخر 2016 بعد حملة مشابهة من الحصار والقصف والهجمات البرية والوعود بخروج آمن. وتقول موسكوودمشق إن عملية الغوطة «ضرورية» لوقف قصف المعارضة للعاصمة.