باريس - أ ف ب - تُظهر إشارات لثقوب سود ضخمة تلتهم الغاز منذ بدايات الكون، أن هذه الأجسام «النهمة» نمت بالتزامن مع مجراتها. ويؤكد الباحث الأميركي كيفين شافينسكي أن «ثمة علاقة تكافلية بين الثقوب السود ومجراتها منذ فجر الأزمنة». ففي موجات نجم زائف (كازار) وهي نواة مضيئة نشطة للمجرات، كان علماء فلك اكتشفوا ثقوباً سوداً ضخمة قد تكون وجدت بعد أقل من بليون سنة على الانفجار الكبير. وأراد الباحثون درس عينة أوسع من الثقوب السود المفترض أن تكون موجودة في وسط حوالى 200 مجرة بعيدة جداً، ولا يمكن للتلسكوب الفضائي هابل أن يرصدها. ويرجح أن هذه المجرات كانت موجودة بعد 700 إلى 950 مليون عام على الانفجار الكبير. وقد يكون ضوء هذه المجرات سافر حوالى 13 بليون سنة في الكون قبل أن يرصده هابل. لكن كيف يمكن رصد ثقوب سود تقع على هذه المسافة البعيدة في الزمان والمكان؟ الغازات والغبار التي تعصف بسرعة كبيرة، قبل أن تلتهمها الثقوب السود، تبث أشعة سينية. وبفضل التلسكوب «شندرا»، العامل بالأشعة السينية والتابع لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، تمكن العالمان كيفن شوافينسكي وازكييال ترايستر وزملاؤهما من رصد الإشعاع الخفيف جداً الذي قطع هذه المسافات. وبعدما احتسبت وضُخّمت هذه الأشعة العائدة إلى ثقوب سود في حوالى 200 مجرة تمت دراستها، اعتبر فريق العلماء أن «الثقوب السود نمت بالتزامن مع المجرات التي تستضيفها في تاريخ الكون». واستنتج العلماء أيضاً أن هذه الثقوب السود، التي تحجبها كميات كبيرة من الغاز والغبار، تمتص الجزء الأكبر من الأشعة باستثناء الأشعة السينية، «وهي نمت بسرعة أكبر بكثير» خلال هذه الفترات الأولى مما كان يعتقد. إلا أن أسئلة أساسية لا تزال عالقة ومنها كيف تولدت بوادر هذه الثقوب السود الضخمة وما هي الآلية التي سمحت بالنمو المشترك للثقوب السود ومجراتها؟