هل مضى زمن الانفلات وجاء زمن الانضباط؟ وهل يصبح عام 2018 عام الانضباط المنشود في الإعلام المصري؟ وهل تتحول مؤسسات الدولة المصرية إلى مؤتمر قوي لعرض هذا الانضباط؟ أسئلة عدة تشغل المصريين بعد صدور قرارات من توقيع المجلس الأعلى للإعلام، تخص الدراما التلفزيونية وصناعها، وتخص أيضاً الأداء الإعلامي لبعض البرامج ومقدميها ومخالفات متكررة، وأخطاء متعددة، وتخص أيضاً العلاقة بين المجلس وبين نقابة الإعلاميين الجديدة، والتي يقع عليها محاسبة أعضائها في ما يخص الاتهامات الموجهة إليهم من المجلس. وعلى رغم تعدد أنواع الإعلام ما بين الإعلام الورقي والعاملين به من الصحافيين، وبين الإعلام المسموع والمرئي وأيضاً الإعلام الإلكتروني غير المعترف به رسمياً حتى الآن برغم ضخامة عدد العاملين به، فإن المرئي تحديداً، أي ما يخص الفضائيات، هو الأعلى صوتاً والأكثر ضجيجاً ومخالفات، ومن بينها أخيراً ثلاث مخالفات لثلاثة مقدمي برامج، ومشكلة لبرنامج رابع. ولعل المدهش هنا أن أحد الثلاثة المخالفين هي الإعلامية أماني الخياط صاحبة المخالفات السابقة الشهيرة والتي أوقفت قبل عامين لإساءتها للشعب المغربي، ثم عادت لتسيء إلى سلطنة عمان من خلال وصفها للسلطنة وتاريخها وحاضرها لمناسبة زيارة الرئيس المصري السيسي لها... وفي غمرة حماستها للحديث عن هذه الزيارة نسيت السيدة أماني قواعد المهنية واللياقة وأشياء أخرى عدة كان يمكنها تقديمها عن هذه الدولة العربية التي لا نعرف الكثير عنها كمشاهدين. ولكن بدلاً من أن تبذل هي وفريق العمل جهداً في الإعداد للبرنامج قررت أن تطلق العنان لنفسها ولحنجرتها فقط في وصفٍ أغضب مشاهدين، فهاتفوا برامج أخرى محتجين... أما المخالفان الآخران فهما من مقدمي البرامج الرياضية، وكرة القدم تحديداً، وبينما أحالت نقابة الإعلاميين الثلاثة على التحقيق أمام اللجنة القانونية في النقابة، بعدما رصدت لجنة المتابعة أخطاءهم، فإن اثنين منهم لم يمثلا للتحقيق وهما أماني الخياط وأحمد الشريف، مقدم برنامج «ملعب الشريف» على قناة «LTC» بينما التزم الثالث، وهو عبدالناصر زيدان مقدم برنامج «كورة بلدنا» على قناة «الحدث اليوم» بحضور التحقيق. وهو ما اعتبره نقيب الإعلاميين حمدي الكنيسي– أي عدم التزام المذيعين بالحضور بعد الإنذار الثاني– اعترافاً بالخطأ سيعرضهما للإيقاف، وإبلاغ المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام باعتباره شريكاً في المسؤولية. النقيب اعتبر أيضاً أن البيان العلني الصادر من النقابة هو إخطار لهما، وجاءت المخالفة الأهم من فريق عمل برنامج «صبايا الخير» الذي تقدمه ريهام سعيد على شاشة «النهار»، وحيث قرأ الملايين في صحف الصباح عن قضية حلقة عرضت على القناة المذكورة في 22 كانون الثاني (يناير) الماضي عن خطف الأطفال وطلب مبالغ كبيرة من أهلهم لاستردادهم، وهو ما أشاع التوتر لدى مشاهدين وذعراً وخوفاً على الأطفال، قبل أن تنكشف الحقيقة بعدها وتثبت تحريات الشرطة التي تحركت فور نهاية الحلقة أن ما حدث في «صبايا الخير» هو «شو» إعلامي مفبرك وأن الهدف من القائمين على البرنامج هو الإثارة وجذب مزيد من المشاهدين للمتابعة مهما كانت الوسيلة والأسلوب، ما دعا إلى تحويل كل فريق البرنامج إلى التحقيقات... ولم تكد تنتهي مفاعيل هذه القصة، حتى بدأت أزمة جديدة، بطلها هذه المرة خيري رمضان، وكأن مسلسل الإثارة والمخالفات يأبى أن يفارق الشاشات المصرية. فماذا سيكون في انتظارنا غداً؟