تشكّل الأراضي الجافة 90 في المئة من مساحة العالم العربي، وفق ما ورد في تقرير عنوانه «توقعات البيئة للمنطقة العربية» صدر عام 2010 بفضل جهد مشترك بين «برنامج الأممالمتحدة للبيئة» والجامعة العربية. وتحدّث التقرير عن تدهور قرابة 68.4 في المئة من أراضي المنطقة العربية، نتيجة تفاعلها تاريخياً مع بيئة قاسية، وطبيعة تكوينها، وسوء استغلالها. ووصل معظم تلك الأراضي إلى حال التدهور بفعل النشاط البشري. وتقدر الأراضي المتدهورة في شبه الجزيرة العربية بقرابة 89.6 في المئة، وفي دول المشرق بقرابة 35.6 في المئة، وفي دول شمال أفريقيا ب77.7 في المئة، وفي دول حوض النيل ب 44.5 في المئة. وقدّر التقرير المساحات المتصحّرة في المنطقة العربية بقرابة 9.8 مليون كيلومتر مربع، ويهدد التصحّر مستقبلاً قرابة 2.87 مليون كيلومتر مربع، ما يساوي 20 في المئة من المنطقة العربية. وتوقع التقرير أن تبلغ المساحة المتصحّرة قرابة 88 في المئة من مساحة العالم العربي. ولاحظ التقرير أن الجفاف يعتبر من أكثر الكوارث الطبيعية التي تتعرض لها المنطقة العربية، وأشدّها خطراً. ومن المتوقع أن يساهم تغيّر المناخ في زيادة حدّة تداعيات الجفاف في المنطقة العربية. وأورد أن الدول العربية بذلت جهوداً كبيرة لوقف التبدّل في استعمالات الأراضي، وإبطاء وتيرة التدهور، مشيراً إلى الحاجة لوضع استراتيجية متكاملة لتحقيق الاستدامة في هذه الجهود. وشدّد التقرير على ضرورة تنشيط البحث العلمي عربياً، وتفعيل عمل المؤسسات العلمية التي تعمل في مجال التصحّر، مثل «المركز العربي لدراسات الأراضي القاحلة وشبه القاحلة» و «المركز المصري لبحوث الصحراء» و «المنظمة العربية للتنمية الزراعية» وغيرها. وصنّف التقرير التصحّر باعتباره إحدى القضايا الأكثر أهمية للبيئة في العالم العربي، الذي تقع دوله في إحدى أكثر البقاع جفافاً.