يستحق نادي الوحدة المكي هذا العام لقب بطل الدراما الرياضية السعودية بلا منازع، فقد تمكن هذا النادي من تقديم أشكال وأنواع الدراما والإثارة كافة لمتابعي الرياضة في المملكة. شتائم، بكاء، حزن، فرح، مستشفيات، مرض، مؤامرات، إقالات، هروب، هبوط، منصات تتويج، تصريحات، انتخابات، رشوة، قضايا، وإثارة من كل حدب وصوب. فالنادي الذي بدأ موسمه بهجوم بعض أعضاء الشرف على رئيس النادي السابق وصل حد الاستهزاء الشخصي المقيت في الإعلام والصحف من دون حسيب أو رقيب، وسرعان ما انقلب هذا الهجوم إلى «أحضان» و«ولائم» بعد أن أعلن الرئيس عدم رغبته في دخول «معمعة» الانتخابات التي أقيمت في منتصف الموسم الأمر الذي أثر سلباً على نتائج الفريق في دوري زين. ترجل الرئيس السابق مبكراً واستعد النادي لاستقبال رئيس أو بالأصح بطل جديد لدراما الموسم. الدراما الحمراء استمرت بعد أن تم رفض الأصوات التي قدمت من قبل جميع المرشحين لمنصب الرئيس واعتماد عدد قليل جداً من الأشخاص المسجلين مسبقاً في سجلات الجمعية العمومية قبل أكثر من خمس سنوات، وجاءت الإدارة الجديدة في منتصف الموسم فسرحت المدرب الفرنسي الذي قالوا إنه لا يصلح سوى ل «تجميع الكرات» من خارج الملعب، وسرحت عدداً من اللاعبين الذين تعاقد معهم الرئيس السابق بدعوى أنهم أصدقاؤه، وسرحت الجهازين الإداري والفني بالكامل وتم الاتفاق مع مدرب مصري «منتهي الصلاحية». الدراما الوحداوية لم تتوقف عند التراشق الإعلامي بين أعضاء الشرف وتغيير الإدارة والمدربين وبعض اللاعبين بل استمرت بوفاة رئيس أعضاء الشرف السابق محمد عبده يماني، وتكليف أجواد الفاسي بالمهمة موقتاً، وهو الشخص غير المرغوب به من قبل الإدارة الحالية، لأسباب مختلفة لذا تم البحث عن شخص بديل وترشيح صالح كامل للمنصب وإبعاد الفاسي بطريقة «التفافية» اشتهر بها الوسط الوحداوي وربما الوسط الرياضي ككل. فيلم الموسم امتد إذ صارع الفريق المكي على الهبوط وفر بأعجوبة من دوري «المظاليم» ثم تم تهبيطه بالفعل إلى الدرجه الأولى بقرار لجنة الانضباط المثير للجدل، وقد قيل إن الاتحاد السعودي لكرة القدم أصدر هذا القرار كعقاب مبطن للنادي على أمور أخرى لا نعلمها، فقد يكون من ضمنها قضية رشوة حارس نادي نجران، الذي سهل دخول خماسية حمراء في مرماه. ثم شاهد الجميع الرئيس الوحداوي الذي لا ينكر أحد محبته للنادي وهو ينهار بالبكاء أمام الشاشة في منظر مهيب ومؤثر، ومثل هذا المشهد قمة الدراما الحمراء أو ما يسمى في فن الدراما «الكلايماكس»، ولم تتوقف الأمور الوحداوية عند حد الحزن الشديد بل امتدت لتشمل قمة الفرح، والتفاف الجماهير السعيدة بتأهل فريق كرة القدم لنهائي كأس ولي العهد لأول مرة منذ عقود، ومن ثم تأهل الفريق الأولمبي المليء بالمواهب للدور نصف النهائي في كأس خادم الحرمين الشريفين لأول مرة، وبينهما تأهل فريق كرة اليد لنهائي كأس البطولة العربية وخسارته بشرف أمام النادي الأهلي المصري حامل اللقب، وبين هذا وذاك هروب اللاعب الموهوب عبدالخالق البرناوي إلى البرتغال وتصريحات درامية لا حصر لها، منها تصريحات التبرك بماء زمزم وتصريحات القوة والنفوذ وغيرها. الدراما المكية لم تتوقف على الصعيد المحلي بل امتدت لدولة سويسرا السياحية الخلابة، إذ تم تقديم الاستئناف ضد لجنتي الاستئناف والانضباط في الاتحاد السعودي، ولا ندري أين ستنتهي هذه الدراما الممتدة أو كيف تنتهي؟ هل بانتصار الأبطال أم باستسلامهم أم بهزيمة المشاهدين أم على طريقة «عاشوا في تبات ونبات وخلفوا صبياناً وبنات»؟ [email protected]