اقترح نائب وزير التطوير الإقليمي الإسرائيلي أيوب قرا في شكل ساخر على الحكومة التركية السماح بوصول أسطول مساعدات إنسانية للاجئين السوريين على أراضيها بدلاً من تسيير أسطول إنساني لقطاع غزة في محاولة لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض عليه، فيما استقبلت تل أبيب بارتياح نبأ احتمال إلغاء قافلة السفن التركية المتضامنة مع قطاع غزة التي كان مقرراً إبحارها في اتجاه القطاع في 25 الشهر الجاري. ونقلت «فرانس برس» عن قرا أنه أرسل «طلباً الى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان للسماح بمرور أسطول مساعدات إنسانية لمساعدة اللاجئين السوريين الموجودين في تركيا». وقال قر، الدرزي الأصل والعضو في حزب الليكود اليميني الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، انه ينتظر «رداً إيجابياً» بعد إرسال طلبه الثلثاء في رسالة عبر سفير تركيا في اسرائيل. وأكد قرا «سيكون أسطول سلام وليس أسطولاً استفزازياً»، في إشارة الى الأسطول الجديد الذي ستشارك فيه منظمات تركية لتخفيف الحصار المفروض على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة «حماس». ونوّهت وسائل الإعلام الإسرائيلية بما جاء في صحيفة تركية من أن منظمي القافلة يعيدون النظر في الإبحار على خلفية التطورات في سورية «وهي تطورات دراماتيكية بالنسبة لنا في تركيا»، فيما يسعى المجتمع الدولي الى إدانة سورية «وهو تطور ذات أبعاد على تركيا وفلسطين والسلام في المنطقة، يجب أخذه في الاعتبار». وكانت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أفادت أمس أن الرئيس باراك أوباما سيتوجه بطلب شخصي إلى رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان بأن يمارس نفوذه لمنع انطلاق قافلة السفن. وأضافت أن وراء الطلب رغبة أميركية بتشجيع تركيا على المساهمة في تعزيز الاستقرار في المنطقة المضطربة وتفادي أزمة جديدة بين تركيا وإسرائيل، وضرورة فتح صفحة جديدة في العلاقات بينهما، وإقناع الأولى بالابتعاد عن إيران وسورية. وتابعت أن واشنطن ترى أن فوز أردوغان في الانتخابات الأخيرة يشكل فرصة نادرة لتخفيف التوتر بين أنقرة وتل أبيب، وعليه ستتوجه إليه بطلب للضغط على منظمي القافلة ومحاولة إقناعهم بإلغاء الرحلة. وتوقعت الصحيفة أن تطرح وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون هذه المسألة في لقائها المرتقب مع نظيرها التركي داوود أوغلو، مشيرة إلى تصريح الأخير الأسبوع الماضي بأنه يجدر بمنظمي القافلة انتظار تأثير فتح معبر رفح بين مصر وقطاع غزة على مستوى الحياة في القطاع، قبل الإبحار نحو القطاع. وكانت الصحيفة ذاتها أفادت أول من أمس أن منظمي القافلة أبدوا، في رسائل بعثوا بها إلى إسرائيل عبر الجالية اليهودية في تركيا، استعدادهم لإخضاع السفن المتضامنة إلى تفتيش أمني عن طريق جهة دولية محايدة. على صلة، أجرت وحدة الكوماندوس البحرية الإسرائيلية «شييطت» تدريبات أمس تحاكي السيطرة على قافلة السفن المتوقع أن تتوجه إلى القطاع. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين كبار في سلاح البحرية قولهم إن التدريبات قامت على استخلاص العبر من عملية السيطرة على القافلة السابقة قبل عام، التي قتل خلالها عشرة من ركاب إحدى السفن التركية، وأن وحدة الكوماندوس تدربت على مختلف السيناريوات «وتعدّ مفاجأة للسفن». ووفقاً لما يُنشَر فإن الوحدة تدربت بأعداد كبيرة على السيطرة خلال وقت قصير على السفن قبل دخولها المياه الإقليمية الإسرائيلية، وأن أفرادها سيزوَدون وسائل «غير فتاكة» تتيح لهم السيطرة على كل من يحاول من بين ركاب السفن مواجهة القوات الإسرائيلية بالقوة.