تمكنت الهيئة السعودية للحياة الفطرية من الحصول على 14 شبلاً من النمر العربي، الذي يُعد من أندر الحيوانات الفطرية في السعودية وعلى مستوى العالم. وتبنى برنامج الإكثار في الأسر الذي ينفذه مركز الأمير سعود الفيصل لأبحاث الحياة الفطرية في الطائف إكثار هذا النمر، إلا أنه لم يتبق منه سوى 10، ويملك المركز حالياً 13 نمراً في البرنامج، ويستهدف الوصول إلى 30 نمراً بالغاً، إضافة إلى الأشبال. وتستقطب مناطق وجود النمور الاهتمام المحلي والدولي بإجراء الدراسات العلمية واكتشاف جوانب حياة تلك المناطق، ويمثل وجودها عنصر جذب مهم للاستثمار في السياحة البيئية. وبينت الهيئة أن النمور العربية تتميز عن غيرها من النمور حول العالم بصغر حجمها ولونها الفاتح نسبياً، وهي غير موجودة إلا في الجزيرة العربية. وتستوطن المناطق الجبلية في المملكة واليمن وعُمان والإمارات. ويعد النمر العربي من أجمل وأكبر أنواع القطط الباقية في شبه الجزيرة العربية، وهو أحد الأنواع المهددة بالانقراض في العالم بحسب القائمة الحمراء التي وضعها الاتحاد العالمي لصون الطبيعة والموارد الطبيعية، وهو مدرج أيضاً في الملحق الأول من الاتفاق الدولي «سايتس»، الذي يحظر المتاجرة في الأنواع المهددة والنادرة من الحيوانات. وقال الناطق باسم هيئة الحياة الفطرية أحمد البوق ل «الحياة» إن جهود الهيئة السعودية للحياة الفطرية في المحافظة على النمر العربي تتلخص في خمسة محاور تشكل أساس استراتيجية المحافظة المعتمدة، أولها برنامج الإكثار في الأسر الذي ينفذه مركز الأمير سعود الفيصل لأبحاث الحياة الفطرية في الطائف. وأشار البوق إلى الدراسات الحقلية التي تجريها الهيئة والتي تشمل المسوحات والاستجابة للبلاغات ونصب كاميرات المراقبة في المناطق النائية. وقال: «خلال سبع سنوات في جزء من منطقة المتابعات؛ تمت متابعة 200 موقع رصد، وجمع حوالى 180 ألف صورة عن التنوع الإحيائي في المناطق الجبلية، شملت 85 نوعاً من الأحياء الفطرية». ولفت إلى برنامج التوعية البيئية، الذي شمل إنتاج مركز الأمير سعود الفيصل فيلمين، الأول عن المفترسات الكبيرة، والثاني عن برنامج المحافظة على النمر العربي، وكلاهما يوزع على المدارس والزوار، ومتوفران على موقع المركز الإلكتروني، وعلى قناة خاصة على «يوتيوب»، إضافة إلى إنتاج الصور والمواد الإعلامية المنشورة في وسائط الإعلام المختلفة. وقال البوق: «تنفذ الهيئة برنامج التدريب والتطوير والذي شمل إقامة خمس ورش عمل عن النمور العربية دعي لها خبراء دوليون، إضافة إلى برنامج التعاون الدولي عبر توقيع مذكرة تفاهم لتبادل العينات الحية مع مركز الإكثار في الشارقة في الإمارات، وكذلك تبادل الخبرات الدولية». واعتمد النمر العربي أخيراً، شعاراً للاحتفال ب«اليوم العالمي للحياة الفطرية» في المملكة. وحددت الهيئة مجموعة من الأخطار تهدد هذا النمر أبرزها القتل المباشر أو عبر التسميم، وتدهور أعداد بعض فرائس النمر بالصيد الجائر، وتدهور وتدمير بيئات النمر الطبيعية وتجزئتها بانتشار الطرق والمشاريع العشوائية التنموية، وضعف الوعي العام في دور النمور البيئي، وضعف تطبيق التعليمات وضوابط حمايتها. وحددت الهيئة عوامل رئيسة تسهم في إنقاذ النمر العربي من الانقراض، من خلال «التوقف التام عن استخدام السموم في المواشي النافقة كوسيلة للقضاء على المفترسات الطبيعية، مثل النمور، والذئاب، والضباع، والوشق، والتوقف عن القتل المباشر وإدراك أهمية دور المفترسات الايجابي في النظم البيئية الطبيعية التي تعيش فيها، والحد من صيد فرائسها الطبيعية، مثل الأرنب، والوبر، والطيور البرية، والحجل العربي، والامتناع نهائياً عن صيد فرائسها الطبيعية المهددة بالانقراض، ومنها الوعول الجبلية، والضباء المحمية، وعدم قطع الاشجار بالاحتطاب، والحد من تدهور بيئات النمور، وإبلاغ الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها بأية معلومات عن النمور قد تسهم في دفع عجلة المحافظة عليها باعتبارها رموز بيئية». وأوضحت الهيئة أن النمور تلعب دوراً مهماً في المحافظة على اتزان التنظيم البيئي والتحكم في أعداد وانتشار فرائسها، ومنها القرود، ما يحد من مشكلاتها في المناطق الزراعية والسكنية.