يتطلع أهالى النزلاء المرضى نفسيا في سجن آبار علي بالمدينةالمنورة الى ضرورة اعادة النظر في اوضاعهم في ظل حاجتهم الى رعاية خاصة. ومن بين هؤلاء (م.ن) سجين في العقد الثاني من العمر يقبع في سجن المدينةالمنورة بعد قتله لأمه بطعنها بسلاح ابيض فيما لايزال ينكر الحادثة جملة وتفصيلاً بل يبدي استغرابه واستنكاره لمن يقول له ذلك، وآخر قتل موظفا في احد الأسواق بالمدينةالمنورة ولازال ينكر فعلته و 18 نزيلاً اخرين يعانون من امراض نفسية بسبب جرائم ارتكبوها دون وعيهم أو استغلالهم من قبل آخرين. المواطن (ع .ص) يقول إن شقيقه الذي يعاني من تخلف عقلي استغل من قبل أشخاص وتورط بعدة سرقات وبالقبض عليه تمت إحالته إلى هيئة التحقيق والادعاء العام ومن ثم إحالته إلى السجن العام لتورطه بالجريمة رغم ما يعانيه من تخلف عقلي. وزعم انه لا يدرك ولا يعي خطورة ما أقدم عليه وحاولت إفهام المسؤولين بالسجن العام أن أخي استغل من قبل أشخاص وهو متخلف عقليا وقدمت لهم تقريرا من قبل مستشفى الصحة النفسية إلا أن المسؤولين أصروا على إبقائه بالسجن حتى يتم دراسة حالته من قبل لجنة لديهم للتأكد من صحة ما ذكرت. 20 نزيلا من داخل سجن آبار علي التقت " المدينة" بالدكتور يوسف الجدوي الطبيب النفسي للسجن الذى يقول لدينا بالسجن العام ما يقارب 20 نزيلا يعانون من الأمراض النفسية مثل القلق والاكتئاب والوسواس القهري بالإضافة إلى الأمراض العقلية كالفصام والهوس وقد كانت السبب الرئيسي بارتكاب جرائمهم التي قادتهم إلى السجن العام. وقد انحصرت قضاياهم بين عقوق الوالدين والسرقات وترويج المخدرات حيث يستخدمون من قبل آخرين مستغلين النقص في ذكائهم او معاناتهم من أمراض نفسية ويضيف الجداوي ان 4 من النزلاء المحجوزين بمستشفى الصحة النفسية يعانون من تخلف عقلي ولضرورة عزلهم تم ارسالهم لمستشفى الصحة النفسية لتأهيلهم ولتفادي خطورتهم على زملائهم بالعنبر. وقسم الدكتور الجداوي هؤلاء الفئة من النزلاء بالسجن العام إلى قسمين مرضى نفسيين يعانون من القلق او الاكتئاب او العزلة او الوسواس القهري بسبب إهمال الاسرة لهم او العنف الأسري بالإضافة الى نقص بالوازع الديني والقسم الثاني الأمراض العقلية مثل الفصام او الهوس فمن المعروف ان تدني مستوى الذكاء عند الشخص بأقل من 70 يعتبر متخلفا عقليا اما درجة الذكاء العادية فتتراوح بين 90 الى 110. مسح صحي شامل اما مدير مستوصف السجن العام بالمدينةالمنورة الدكتور حسني رضوان يقول ان سجن آبار علي من أول السجون بالمملكة التي اوجد بها عيادة خاصة تعتني بالنزلاء المرضى نفسيا لتأهيلهم والاشراف على علاجهم فترة قضاء محكومياتهم بالتعاون مع مكتب الباحث الاجتماعي بالسجن العام. وعن سبب تواجد النزلاء المرضى نفسيا داخل السجن وكيفية استقبالهم والتعرف على حالتهم الصحية قال جميع النزلاء وقبل دخولهم إلى العنابر وبمختلف قضاياهم يتم عمل مسح صحي لهم بالمستوصف للتأكد من عدم وجود أمراض نفسية او أمراض معدية لديهم وبعد التأكد من ذلك يتم إصدار تقرير طبي بحقهم. اما المرضى النفسيون والمتخلفون عقليا تتم إحالتهم الى الطبيب المختص لكي يتم التعرف على مدى المرض لديه وخطورته من عدمه و50% من المرضى النفسيين نحن الذين نكتشف المرض لديهم. دور الأسر من جهته الباحث الاجتماعي بالسجن العام بالمدينةالمنورة لؤي سمان يقول ان تخلي الأسر عن أبنائهم المرضى النفسيين او المتخلفين عقليا جعل منهم أدوات تستخدم من بعض أصحاب النفوس. واضاف هؤلاء المرضى يعتبرون قنابل موقوتة لو لم يؤخذ بأيديهم ويتم علاجهم والعناية بهم ودورنا مع هذه الفئة من النزلاء القيام بتأهيلهم نفسيا ودمجهم مع النزلاء الآخرين وتكليفهم ببعض الأعمال داخل الورش المقامة بالسجن العام وذلك بعد التأكد من عدم وجود خطورة منهم أثناء اختلاطهم مع زملائهم النزلاء. وعن عدم عزلهم كليا عن النزلاء الآخرين يقول السمان عدم وجود مكان متسع يجبرنا على توزيعهم ببقية العنابر كل حسب قضيته مع مراعاة التأكد من عدم وجود خطورة منه. اما الدكتور صيدلي عبدالله ال سرار يقول يتم صرف عقاقير خاصة بالمرضى النفسيين بمختلف الدرجات وذلك حسب ما يراه الطبيب النفسي بالسجن العام ويؤكد ان البعض يتم إعطاؤه العلاج عن طريق الإبر للتأكد من أخذه للعلاج. شخص ناقص الأهلية قال الباحث والأكاديمي الأمني العقيد الدكتور نايف المرواني إن المريض النفسي بصورة عامة هو شخص ناقص الأهلية بتقدير الشرع والقانون وتتفاوت حالات المرض النفسي من شخص لآخر وبحسب نوع المرض والمريض النفسي عندما يرتكب الجريمة لا يكون بحالة إدراك كامل لما يقدم عليه وقد تكون ضحيته ذات صلة بمرضه سواء شخصا او شخصية اعتيادية تسببت في حالته النفسية. وبالنسبة للسجناء (المرضى نفسياً) يقول المرواني لم يحظ السجناء المرضى نفسياً بالاهتمام الحقيقي من حيث التأهيل والعلاج اذ يتم وضعهم قيد الإقامة الجبرية في مستشفيات الصحة النفسية وبحراسة أمنية مما يضعف من الحالة وقد يقدمون على إيذاء الآخرين أو أنفسهم وهذا ما سجلته إحصاءات الشرطة. وعن الجدوى من سجنهم من عدمه يقول المرواني لا جدوى من سجنهم بل يجب وضعهم في مصحات نفسية لإعادة تأهيلهم وعلاجهم بمشاركة ذويهم من اجل الاستبصار الواعي بالمشكلة وزيادة الوعي وتجنيبهم ما قد يثيرهم والمحافظة عليهم تجنباً لإقدامهم على ارتكاب الجرائم. وأرجع أسباب ارتكابهم للجرائم لإهمال ذويهم وفهمهم الخاطئ بأنهم غير مسؤولين قانونيا بسبب الحالة النفسية وجعلهم طلقاء أحيانا نتيجة عدم القدرة على متابعتهم بما يزيد من فرص ارتكابهم للجرائم فضلا عن النظرة السلبية للمجتمع نحوهم مما يضاعف من فرص الانتقام من المجتمع.