تونس - أ ف ب، رويترز - اعتبرت الناشطة الحقوقية التونسية المعروفة رضية نصراوي أن من «المثير للغضب» إجراء محاكمة الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي غيابياً، فيما وصف الصحافي والمعارض الكبير توفيق بن بريك الأمر بأنه «هراء». وأعلن رئيس الوزراء في الحكومة الانتقالية الباجي قائد السبسي مساء أول من أمس أن محاكمة بن علي الغيابية ستبدأ السبت المقبل. وقال إن الرئيس المخلوع «سيحاكم عسكرياً ومدنياً». وأعدت السلطات التونسية قضايا عدة لمحاكمة بن علي منها التآمر على الدولة والاتجار في المخدارت بعد فراره إلى جدة في كانون الثاني (يناير) الماضي. وقال بن بريك: «بالنسبة إلي هذا حدث فارغ. إنه هراء. لقد تم بذل كل الجهود لتجنب إجراء محاكمة حقيقية. إنه مجرد إعلان من دون معنى للتلاعب بالرأي العام». واعتبر أن الهدف «الأساس الآن هو المحافظة على الثورة»، مؤكداً قناعته بحصول «مساومة» على رحيل بن علي مقابل عدم محاسبته. وأضاف: «أنا لا أبدأ ببن علي، بل بهؤلاء الذين ظلوا هنا» وساعدوا نظامه واستفادوا منه. ورأت نصراوي أن «الأمر مثير للغضب». وأضافت: «كان ينبغي مواصلة الضغوط على السلطات السعودية من أجل تسليمه. لن تكون هذه المحاكمة التي تمنيناها لبن علي. إنه مسؤول عن آلاف حالات التعذيب ومئات القتلى. عائلته نهبت البلاد. هذه جرائم خطيرة جداً. كيف سنحاكمه إن لم يكن هنا؟». وتمنى عمر مستيري، وهو أحد مؤسسي «المجلس الوطني للحريات» في تونس، أن تكون المحاكمة لنظام «من أجل اعادة بناء مؤسسات أكثر احتراماً للمواطنين وإدارة الأملاك العامة بشفافية». وأضاف: «ينبغي ألا تكون المحاكمة نقطة الوصول بل نقطة الانطلاق للتحقيق وإعادة تأهيل الذاكرة الجماعية وينبغي إنصاف الضحايا واستخلاص العبر لئلا يتكرر ذلك أبداً».