يستعد الرئيس الصيني شي جينبينغ للارتقاء بزعامته إلى مستوى يُعتبر سابقة منذ عقود، إذ يبدأ البرلمان اليوم دورة سنوية ستشهد مصادقته على اقتراح طرحه الحزب الشيوعي الحاكم لتمكين شي جينبينغ من الحكم إلى موعد غير محدد، مقوّضاً جهوداً مضنية لتجنّب العودة إلى حقبة ماو تسي تونغ، ما يثير مخاوف من «فوضى». وسعى الناطق باسم البرلمان الصيني تشانغ يسوي إلى إسباغ طابع مؤسساتي على اقتراح الحزب الشيوعي، إذ وضعه في إطار «توحيد القيادة». أما الرئيس الأميركي دونالد ترامب فانتهز الأمر مازحاً، داعياً إلى تطبيق ذلك في بلاده. وقال أثناء عشاء لجمع الأموال للحزب الجمهوري وسط ضحك الحضور، في إشارة إلى شي جينبينغ: «بات الآن رئيساً مدى الحياة. أعتقد بأنه أمر رائع. ربما يجب أن نحاول ذلك يوماً». وأشاد بشي بوصفه «رجلاً مهذباً عظيماً»، وزاد: «إنه أقوى رئيس (صيني) منذ مئات السنين». وكرّر تراكب انتقاده هيلاري كلينتون التي نافسته في انتخابات الرئاسة، متحدثاً عن «نظام مزوّر». واعتبر غزو العراق عام 2003 «أسوأ قرار اتُخذ في أي وقت». وأثارت تصريحات الرئيس في شأن شي جينبينغ، سخط النائب الديموقراطي رو خانا، وآخرين على مواقع التواصل الاجتماعي. وكان الرؤساء في الولاياتالمتحدة لا يتجاوزون تقليدياً ولايتين كلّ منهما من أربع سنوات، إلى أن انتُخب الرئيس فرانكلين روزفلت في شكل قياسي 4 مرات، منذ عام 1932. وأقرّ تعديل للدستور الأميركي عام 1951، أن تقتصر مدة الرئيس على ولايتين. وعشية افتتاح الدورة السنوية للبرلمان، برّر تشانغ يسوي اقتراح الحزب الشيوعي بضرورة مواءمة الرئاسة مع منصبَي الأمين العام للحزب ورئيس اللجنة العسكرية المركزية، علماً أن ولايتهما ليست محددة بفترة معينة. وأضاف أن «هذا الإجراء يفيد في حماية سلطة الحزب والقيادة الجماعية، وفي القلب منها الرفيق شي جينبينغ، كما يفيد في تعزيز نظام القيادة الوطني وحمايته». واعتبر أن على «الدستور أن يتأقلم مع المتغيّرات، ويتضمّن تجارب جديدة، ويعكس إنجازات جديدة، ويضع توجيهات جديدة لتبقى ذات صلة». وتابع أن «تعديل الدستور يُعدّ حدثاً ضخماً في الحياة السياسية للبلاد، كما أنه أيضاً نشاط تشريعي مهم سيترك انعكاسات واسعة». واستبق تشانغ، نائب وزير الخارجية، إعلان موازنة الدفاع اليوم، لافتاً إلى أن الزيادة «المعتدلة» في الإنفاق الدفاعي للصين خلال السنوات الماضية، كانت لتعويض «قصور سابق في الاستثمار، تركّز في معظمه على تجديد معدات وتحسين المزايا المادية للجنود». وأضاف: «لطالما تمسكت الصين بمسار التنمية السلمية وانتهجت سياسة عسكرية دفاعية. وتطوّرها لن يشكّل تهديداً لأحد». وكتب لي داتونغ، وهو رئيس تحرير سابق لصحيفة «تشاينا يوث ديلي» التي تديرها الدولة، أن الاقتراح الذي يمكّن شي جينبينغ من الحكم مدى الحياة «سيزرع بذور فوضى»، وحضّ النواب على ممارسة سلطتهم برفض التعديل. أما وانغ يينغ، وهي سيدة أعمال دعت إلى إصلاحات حكومية، فوصفت الاقتراح ب «خيانة صريحة». وأعرب كثيرون عن صدمتهم بما اعتبروه عودة إلى عهد ماو، الذي شهد اضطرابات واسعة وعنفاً وفوضى.