يأتي الحديث عن وجوب تطوير الأعمال التلفزيونية الخليجية واحداً من أهم المواضيع التي يكثر تداولها إعلامياً، لكن غياب المنتج الدرامي الحقيقي القادر على منافسة الأعمال العربية أو التركية أو حتى الأميركية التي نجحت قنوات خليجية في كسب حقوق بثها سبب رئيسي وراء غياب تركيز المتابعين على تلك الأحاديث أو انتظار نتائجها.وفي وقت تتنافس فيه الشركات على إنتاج عشرات الأعمال الخليجية كل عام، خصوصاً في الموسم الرمضاني، يبدو أن غياب التميز أو الصوت الجماهيري في هذه الأعمال أصاب الشارع الخليجي بالملل، فزيارة واحدة لموقع «يوتيوب» تصيب المتابع بالتعجب نظير العدد الضخم من الأعمال الخليجية القديمة التي يزخر الموقع العالمي بها، على عكس الحال قبل عامين أو أكثر. مسلسلات مثل «خالتي قماشة» و«محظوظة ومبروكة» و«فريج العتاوية» و«درب الزلق» و«حمود ومحيميد» باتت مواد مفضلة لمتتبعي الموقع، إذ تحظى هذه المقاطع التي لا تزيد مدة الواحد منها على العشرة دقائق بعدد كبير من المشاهدات يتخطى أحياناً حاجز المليون، وهو الرقم الذي فشلت أعمال تلفزيونية تعرض في أوقات الذروة في تحقيقه. الاهتمام الجماهيري لم يقتصر على الأعمال الدرامية، إذ تحظى برامج الأطفال الشهيرة مثل «افتح يا سمسم» والبرنامج التوعوي «سلامتك» بمتابعة جيدة ويتبادل مشاهد منها مستخدمو أجهزة البلاك بيري بشكل شبه يومي، وهو ما ينطبق على الإعلانات التجارية ذائعة الصيت قبل أكثر من 20 عاماً. ويستغرب متابعون من حجم الرواج الذي تجده هذه الأعمال اليوم، خصوصاً بين جيل الشباب الذي لم يحظَ بفرصة متابعة عروضها الأولى، إلا أن الحديث عن أعمال جمعت نجوماً مثل سعاد عبدالله وحياة الفهد وحسين عبدالرضا أو حتى ناصر القصبي وعبدالله السدحان من أرشيف القنوات الخليجية باتت دارجة بين الجيل الأصغر عمراً. وفيما تحدثت تقارير صحافية مختلفة عن عجز الدراما الخليجية عن النهوض بأعمالها على الأقل خلال الموسم الرمضاني الماضي يبدو الموسم المقبل فرصة مهمة لنجوم التلفزيون للاستفادة من دروس الماضي في إنتاج أعمال قادرة على كسب الرضا الجماهيري المنتظر، وبالتالي تحقيق العوائد المادية للقائمين عليها.