بصرف النظر عن الانخفاض الكمي في الانتاج الدرامي العربي لهذا العام، متأثراً كسواه من قطاعات بالأزمة الاقتصادية العالمية، إلا أن ذلك ربما أثر في بعض الخطوط الانتاجية فقط، وليس على الكل فالدراما السعودية والخليجية عموماً لم تتأثر كماً، لكنها تأثرت لأسباب أخرى نوعاً وجودة. وخيبت الأعمال السعودية تحديداً آمال المتابعين والنقاد، خصوصاً بعد الهالة الإعلامية والإعلانية التي سبقت وواكبت عرض معظم الأعمال السعودية تمثيلاً وإنتاجاً، بعد أن عانت غالبيتها ضعفاً واضحاً في النصوص والجودة التمثيلية، إضافة إلى طرق أبواب فتحت مرات ومرات على مدى الأعوام الماضية، إلا أن الأعمال الكوميدية السعودية كانت الأضعف والأكثر تخييباً للآمال، عندما تحولت معظمها إلى «مهرجانات تهريج»، (بحسب الاستفتاء) تفتقد إلى الهدف أو اللقطة الجميلة. الدراما السورية أيضاً كانت مختلفة هذا العام عن الأعوام السابقة، إذ خلت الساحة السورية من «الكوميديا» تماماً، كما خسرت جمهور المسلسلات التاريخية بحضور ضعيف لهذا النوع من الأعمال في رمضان، وكان أبرز الغائبين عن الشاشة الرمضانية المخرج المبدع حاتم علي، في ما يخص الجانب التاريخي، إضافة إلى تسجيل النجم ياسر العظمة غيابه للعام الثاني على التوالي، فضلاً عن خلو الساحة من «بقعة ضوء»، تضيء مساحات من الدراما المكثفة. هذه الخسارة لم تكتمل، فسرعان ما عوضت المسلسلات التي ناقشت قضايا اجتماعية مهمة وحساسة غياب الأنواع الأخرى من الأعمال وقلة التنويع في المجالات الفنية، لتظهر بوضوح قدرة العاملين في مجال الدراما السورية على التنويع والتخصص. أجرت «الحياة» استفتاء ميدانياً والكترونياً عبر موقعها الالكتروني كما استعانت فيه بمواقع شهيرة مثل www.eqla.com وwww.almusa3ed.com حول أفضل وأسوأ المسلسلات التي عرضت في رمضان الماضي، شمل أكثر من 3 آلاف شخص، على المستويين الخليجي والعربي، كل على حدة. «فنون» تظفر بالأفضلية على صعيد القنوات جاء التنافس محتدماً بين قناتي ال(MBC) و«فنون» على الحضور الرمضاني الأكثر تميزاً بين الفضائيات، لتكون الشعبية العظمى لمصلحتهما، إذ أظهر الاستفتاء حصول قناة «فنون» على نسبة 28 في المئة متفردة بالمركز الأول وبفارق بسيط عن ال(MBC) التي تحصلت على نسبة 26 في المئة من مجموع الأصوات المشاركة، وهو ما يؤكد تميز المحطتين بما قدمتاه طوال الشهر الفضيل على المستويين الخليجي والعربي. قناة فنون تمكنت خلال رمضان من رسم الابتسامة على وجوه المتابعين بعدد كبير من الأعمال الكوميدية، سواء على صعيد البرامج أو المسلسلات، وهو الأمر الذي كانت تبحث عنه الجماهير، إضافة إلى تميز القناة بالحصول على العرض الأول والحصري للمسلسل المميز «الحب الكبير»، والذي يلعب بطولته الفنان القدير حسين عبدالرضا. أما ال(MBC) فقد تمكنت - على رغم عدم رضا البعض عن أعمالها- من كسب متابعة جماهيرية جيدة وضعتها في المركز الثاني، وأرجع عدد من المتابعين ذلك إلى كون القناة تميزت بتقديم أسماء كبيرة سواء على صعيد الأعمال أو أبطالها، فمسلسل كطاش ما طاش اعتبره البعض الوجبة التلفزيونية الأهم طوال الشهر إضافة إلى مسلسل باب الحارة الذي على رغم فقدانه لكم كبير من شعبيته هذا العام إلا أن عدداً كبيراً من الجماهير كان ينتظر الوصول إلى نهاية العمل بحكم متابعتهم له طوال الأعوام الماضية. والجديد في نتائج الاستفتاء لهذا العام هو تنازل ال (MBC) عن المركز الأول في مشهد غير معتاد، أرجعه بعض المشاركين إلى كون الجماهير اليوم تجد عدداً من الخيارات الأخرى المنافسة، إضافة إلى إصرار مسيري القناة على التمسك بالأعمال ذاتها وتكرارها على شكل أجزاء، ما أشعر عدداً منهم بالملل ودفعهم للبحث عن جديد القنوات المنافسة، الأمر الذي تمكنت معه «فنون» من الحصول على أفضلية هذا العام.