بعد 139 يوماً على تكليف الرئيس نجيب ميقاتي عملية التأليف، شهد قصر بعبدا بعد ظهر أمس ولادة الحكومة اللبنانية المنتظر تشكيلها من 25 كانون الثاني (يناير) الماضي. وضمت 16 وزيراً جديداً. كما ضمت سبعة وزراء سنّة بدلاً من ستة وزراء باضافة وزير سابع الى الحصة السنّية تم تجييره من الحصة الشيعية، وهي «تضحية من (رئيس المجلس النيابي نبيه) بري ليدخل (نجل الرئيس عمر كرامي) فيصل كرامي الى التشكيلة، ولانقاذ الوضع الحكومي»، على ما صرح به المستشار الإعلامي لبري علي حمدان. وكان سبق الاعلان عن مراسيم تأليف الحكومة لقاء مفاجىء للرئيس ميقاتي الذي توجه الى القصر الجمهوري عند الحادية عشرة من قبل ظهر أمس، مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان عارضاً عليه التشكيلة الحكومية التي حملها معه. وبعد نحو ساعتين من البحث جرى اتصال من قصر بعبدا برئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي توجه فوراً الى القصر حيث انضم الى سليمان وميقاتي عند الثانية عشرة الا ربعاً، وتم البحث في شأن اعلان التشكيلة. وعند الاولى الا خمس دقائق انتهى اجتماع الرؤساء الثلاثة وغادر بري من دون الادلاء بأي تصريح، فيما استمر الاجتماع الثنائي بين سليمان وميقاتي ساعتين اضافيتين. وقرابة الاولى والربع كان استدعي الامين العام لرئاسة مجلس الوزراء سهيل بوجي الى قصر بعبدا، لاعلان ولادة الحكومة. وكانت التعديلات التي طرأت على التشكيلة الحكومية بعد لقاء بري شملت إدخال كل من أحمد وفيصل كرامي إلى التشكيلة وتسمية مستشار الرئيس ناظم الخوري. وعند الثالثة الا ربعاً من بعد الظهرخرج بوجي لتلاوة ثلاثة مراسيم صدرت تتعلق بقبول استقالة حكومة الرئيس سعد الدين الحريري، تسمية النائب محمد نجيب ميقاتي رئيساً لمجلس الوزراء وتشكيلة الحكومة الجديدة. ووقع المرسومين الأولين الرئيس سليمان، فيما وقع الثالث الرئيسان سليمان وميقاتي. قبول استقالة حكومة الحريري وجاء في نص مرسوم قبول استقالة حكومة الحريري ما يأتي: «ان رئيس الجمهورية بناء على الدستور لا سيما البند 5 من المادة 53، والفقرة (ه) من البند واحد من المادة 69 منه يرسم ما يأتي: المادة الاولى: اعتبرت الحكومة التي يرئسها سعد الدين الحريري مستقيلة. المادة الثانية: ينشر هذا المرسوم ويبلغ حيث تدعو الحاجة ويعمل به فور صدوره». تسمية ميقاتي وجاء في مرسوم تسمية الرئيس ميقاتي رئيساً لمجلس الوزراء: «ان رئيس الجمهورية بناء على الدستور لا سيما البند 3 من المادة 53 منه بناء على المرسوم المتضمن اعتبار الحكومة التي يرئسها السيد سعد الدين الحريري مستقيلة يرسم ما يأتي: المادة الاولى: يسمى السيد محمد نجيب ميقاتي رئيساً لمجلس الوزراء. المادة الثانية: ينشر هذا المرسوم ويبلغ حيث تدعو الحاجة ويعمل به فور صدوره». تشكيل الحكومة وجاء في مرسوم تشكيل الحكومة: «إن رئيس الجمهورية بناء على الدستور ، لاسيما البند 4 من المادة 53 منه بناء على المرسوم المتضمن تسمية السيد ميقاتي رئيساً لمجلس الوزراء، بناء على اقتراح رئيس مجلس الوزراء يرسم ما يأتي: المادة الاولى: عُيّن السادة: محمد نجيب ميقاتي رئيساً لمجلس الوزراء، سمير مقبل نائباً لرئيس مجلس الوزراء، طلال ارسلان وزير دولة، نقولا فتوش وزير دولة لشؤون مجلس النواب، غازي العريضي وزيراً للأشغال العامة والنقل، علي قانصو وزير دولة، علي حسن خليل وزيراً للصحة العامة، محمد الصفدي وزيراً للمالية، محمد فنيش وزير دولة لشؤون التنمية الادارية، وائل ابو فاعور وزيراً للشؤون الاجتماعية، جبران باسيل وزيراً للطاقة والمياه، حسين الحاج حسن وزيراً للزراعة، شربل نحاس وزيراً للعمل، فادي عبود وزيراً للسياحة، سليم كرم وزير دولة، علاء الدين ترو وزيراً للمهجرين، أحمد كرامي وزير دولة، ناظم الخوري وزيراً للبيئة، فايز غصن وزيراً للدفاع الوطني، شكيب قرطباوي وزيراً للعدل، عدنان منصور وزيراً للخارجية والمغتربين، نقولا نحاس وزيراً للاقتصاد والتجارة، مروان شربل وزيراً للداخلية والبلديات، فريج صابونجيان وزيراً للصناعة، وليد الداعوق وزيراً للإعلام، بانوس مانجيان وزير دولة، حسان دياب وزيراً للتربية والتعليم العالي، غابي ليون وزيراً للثقافة، نقولا الصحناوي وزيراً للاتصالات، وفيصل كرامي وزيراً للشباب والرياضة. المادة الثانية: ينشر هذا المرسوم ويبلغ حيث تدعو الحاجة ويعمل به فور صدوره». ودعيت الحكومة لأخذ الصورة التذكارية مع رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء عند الساعة العاشرة من قبل ظهرغد الاربعاء، تليها مباشرة جلسة لمجلس الوزراء برئاسة رئيس الجمهورية في القصر الجمهوري، وتشكيل لجنة لصياغة البيان الوزاري. «بري ضحى...» وأعلن حمدان في تصريح أن الرئيس بري «ضحى بوزير من الطائفة الشيعية»، لافتاً في هذا السياق الى كلام الرئيس ميقاتي بعد إعلان التشكيل الذي أشار فيه الى انه «لولا تضحية بري لم يكن للحكومة ان تبصر النور». وقال: «نكتفي بما أشار له الرئيس ميقاتي. وهي تضحية من بري ليدخل فيصل كرامي». وأضاف: «الرئيس بري يعتبر ان تمثيل المسلمين واحد»، موضحا أنه قدم التضحية ل»انقاذ الوضع الحكومي، وانقاذ البلاد من الازمة التي لها نتائج سلبية اقتصاديا واجتماعيا». وقال: «في ظل البراكين التي تتفجر في المنطقة حولنا من الأفضل للبنان أن يكون لديه حكومة متماسكة تستطيع أن تحيّد لبنان بالحد الأدنى عما يحصل في المنطقة ومن هنا أتت تضحية بري بالتنازل عن مقعد شيعي لمصلحة الطائفة السنّية». وقال: «أراد بري في خضم الظلام الطاغي على المنطقة والعالم الاسلامي بالحديث عن المذهبية، ان يطلق هذه القنبلة المضيئة بأن لا فوارق بين المسلمين... انتفاضة على المذهبية والتجييش والفتنة المذهبية التي تحاك للمنطقة». وكانت قناة «المنار» التابعة ل»حزب الله» استبقت نتائج اللقاء في بعبدا بالقول نقلاً عن مصادر الأكثرية: «تفاجأنا بسيناريو لقاء بعبدا»، واشارت الى ان الاتصال بالرئيس بري من قصر بعبدا «تم بصورة عاجلة وغير منسقة مسبقاً، والعقبات لم تحل بعد». وقالت: «إذا أعلن الرئيس ميقاتي الحكومة من دون معالجة العقبات فيكون الإعلان من طرف واحد، اذ ان عقبات تمثيل المعارضة السنّية والنائب طلال ارسلان والمقعد الماروني السادس لم تحل بعد».