احتفت وزارة الثقافة والإعلام، مساء السبت الماضي، بالروائي يوسف المحيميد الفائز بجائزة أبو القاسم الشابي والروائية رجاء عالم، التي لم تحضر لظروفها الخاصة، الفائزة بجائزة البوكر العربية، وسط حضور عدد كبير من المثقفين والأدباء والإعلاميين وبدأت الحفلة التي قدمها الإعلامي والشاعر محمد عابس بكلمة وزير الثقافة والإعلام عبدالعزيز خوجة، جاء فيها: «نحن الليلة في عرس ثقافي سعودي نحتفي فيه برسالة الثقافة والأدب ونقدر المبدعين والمميزين من أدبائنا ومثقفينا، ونرى قيمة الكلمة، حين تصبح أدباً راقياً فيتجاوز الحدود ويرنو إليه القراء ويدرسه النقاد والباحثون ويصبح جزءاً من التراث الثقافي الوطني»، وزاد: «ان الجائزتين التين نالهما المحيميد وعالم تقدير واختبار للأدب السعودي الذي أصبح اليوم في مقدم الآداب العربية، وأنا سعيد لان أدب بلادي أصبح يقصد لذاته وان عقوداً طويلة في العمل الثقافي أتت اليوم أكلها»، مضيفاً: «يا لها من مصادفة طريفة أن تطيرا إلى جائزتين كبيرتين على جناحي حمامة رجاء عالم في «طوق الحمام» ويوسف المحيميد في «الحمام لا يطير في بريدة»، وهكذا هو الحمام يظل أبداً رمزاً لكل ما هو جميل جمال هاتين الروايتين». وقال المحيميد في كلمة الاحتفاء: «لا اعرف ما الذي يفعله المحتفى به ولا بما يقوله في مساء كهذا هل عليه أن يشكركم باسم زميلته واسمه وباسم المبدعين في حقل الرواية ان جعلتم المكان ينصت ولو قليلاً إلى السرد أم أن يكون أنانياً قليلاً ويشكر باسمه كل من وضعه على الطريق». وشارك في الأمسية، التي أدارها الدكتور عالي القرشي، الدكتور صالح زياد بورقة نقدية عنوانها «إلحاح المضمون والصيرورة إلى الهزيمة استراتيجيات يوسف المحيميد الروائية»، قال فيها: «إن المضمون الروائي للمحيميد يحيل على فكر التنوير بوصفه إعادة تكوين للوعي بما يفضي إلى خروج الإنسان من القصور الذي ينتج من غياب فرديته الذاتية بسبب خوفه أو جهله أو الوصاية عليه، فيكون قادراً على نفي الواقع البائس وفق نظرة نقدية عقلانية متجددة». في حين قالت الدكتور فاطمة الياس في ورقة بعنوان «أسطورة المكان وعالمية الإنسان لدى رجاء عالم» إن عالم «تبدو في كل ما تكتب مشدوهة إلى عالم الما ورائيات المكية وتستنطق آفاق الروح والجسد، والأبعاد الكونية لثنائية الحياة والموت، والظاهر والخفاء». وزادت: «أما الخلطة السرية لرجاء فهي تلك الخيوط السحرية التي تغزلها تأملاتها الميتافيزيقية في الكون والتاريخ، وتلونها ذاكرتها المعلقة بأستار الكعبة والساكنة أبداً جبال مكة ودحاديرها».