عندما تقع أمام ناظري لعبة «مكعب الروبيك» أتذكر أجندة مسابقات الموسم في غرب آسيا، فالوضع مشابه ما بين هذه اللعبة وجدولة المسابقات في بلداننا من حيث التعقيد والصعوبة، لدرجة بأنك تعتقد أن لا يوجد حل آخر سوى التأجيل والترحيل أو الضغط وإجبار الأندية على اللعب خلال فترة قصيرة أو كما حدث في الدوري السعودي أخيراً عندما اضطرت الأندية للعب في جولة حساسة من دون لاعبيها الدوليين...وكل هذه الحالات تحدث باستمرار في كل موسم، لدرجة أنه أصبح تقليداً سنوياً لا يمكن الاستغناء عنه! ما حدث في الدوري السعودي، يحدث تقريباً في غالبية بلدان غرب آسيا، وهذا ما يفرض علينا سؤاله...لماذا تحدث هذه المعضلة في بلداننا وسنوياً؟ أعتقد بأن الإجابة الصريحة هي أننا نفتقد لل«مهنية» في هذا المجال بالتحديد، ما يؤدي إلى وصولنا لهذه المرحلة سنوياً، فالتغيير والترحيل والتأجيل يجب أن تكون خطة بديلة لأصعب الظروف، وليست عادة تقليدية مستمرة لسنوات طويلة...فما هي الظروف الصعبة التي تجبرنا على ذلك ونحن نعلم مسبقاً بمواعيد تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2010 وتصفيات كأس آسيا 2011 ودوري أبطال آسيا وكأس الاتحاد الآسيوي؟ السبب الآخر هو الأهم في اعتقادي، وهو افتقادنا لفن إدارة الأزمات، فهي نقطة ضعف عربية خالصة تحكمها التقاليد والأعراف والمحسوبيات، بالتالي ليس لدينا فرصة للتفكير بحلول جذرية لإنهاء معاناة الأندية والمنتخبات أيضاً...هذا الفن الإداري يحتاج إلى الكثير من العوامل، أهمها: المؤهلات، المهنية، القدرة والمهارات، وكل هذه العوامل تأتي من خلال الانخراط في دورات متخصصة في علوم الرياضة، نجدها متوفرة بسهولة في القارة الأنجح رياضياً وهي قارة أوروبا. في العام الماضي، طرح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم أجندة مسابقاته لمدة 7 أعوام ( 2009 – 2015) واضعاً بذلك كل مسابقاته بمواعيدها الدقيقة طوال السنوات المذكورة، وبالطبع هذا الأمر يعد إنجازاً في ظل تخبطات المواعيد في الأجندة الآسيوية سابقاً، وقد سبقه الاتحاد الدولي لكرة القدم بوضع أجندته إلى تلك المدة من السنوات. إذاً... فالفرصة ذهبية للجان المسابقات في اتحادات وروابط وهيئات كرة القدم غرب آسيا، فليس عليها سوى أن تبرمج مواعيد المسابقات المحلية بحسب ما اعتمد آسيوياً ودولياً، وهو ما سيوفر علينا الكثير من المشكلات والضغوطات وينهي مشكلة «مكعب الروبيك» السنوي. (بين القوسين) • ما حدث في الجولة الماضية من الدوري السعودي، «لم تكن حلاً»، بل كانت «المشكلة» بحد ذاتها، وهي ليست مقتصرة على الكرة السعودية، بل متشربة في عروق الإدارات في غالبية دول غرب آسيا. • لماذا لا تتوافر لدينا «إدارة الجودة» في الاتحادات والهيئات الرياضية؟ فهي من أحدث المفاهيم الإدارية التي تهدف إلى «تحسين وتطوير» الأداء بصفة مستمرة. • «الجودة ليست غاية بل أسلوب حياة» ... كلمات قالها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.