توثيقاً لأحداث الثورة المندلعة في ليبيا منذ أكثر من ثلاثة أشهر، وفي إطار الإعلام الحربي المواكب لحركة الثوّار الليبيين، صدرت أخيراً صحيفة جديدة تحمل اسم «ميادين»، وهي أسبوعية ليبية متنوعة تصدر من مدينة بنغازي ويحررها عدد من الكتاب الليبيين، على رأسهم أحمد الفيتوري الذي يتولى رئاسة تحريرها، إضافة إلى سالم العوكلي وأحمد بللو وأحمد العريبي. والجريدة التي تطبع في القاهرة تصدر مزينة برسوم الفنان الليبي عمر جهان. وضم العدد الأول من «ميادين» حواراً مطولاً مع رئيس المجلس الانتقالى في ليبيا مصطفى عبد الجليل، يروي فيه ذكرياته مع النظام الليبي منذ عمله في القضاء عام 1975 وحتى توليه وزارة العدل. كما يسرد ملابسات مهمة تخص الثورة الليبية منذ اندلاع شرارة التظاهرات الأولى في مدينة بنغازي في 17 شباط (فبراير) الماضي، وحتى توليه رئاسة المجلس الانتقالي والتحديات التي تواجهه. وتضمن العدد أيضاً مجموعة من الحوارات مع عدد من أبرز أعضاء المجلس الانتقالي، ومنهم اللواء عبد الفتاح يونس وعمر الحريري. وكذلك حواراً مع فتحي تربل، المحامي الشاب الذي كان سبباً في اندلاع التظاهرات الأولى في مدينة بنغازي، والناطق باسم المجلس الوطني الانتقالي عبد الحفيظ غوقة، بالإضافة إلى ريبورتاج مصور يستطلع آراء الناس في شوارع مدينة بنغازي عن الثورة الليبية وتطلعاتهم نحو المستقبل. كما ضم أيضاً إحدى قصائد الشاعر الليبي ربيع شرير، وهو أحد الذين اعتقلتهم قوات القذافي... ولا يعرف مصيره حتى الآن. وكتب العوكلي الذي يتولى إدارة تحرير الجريدة في افتتاحية عددها الأول، أن «ميادين» هي «بادرة مشروع صحافي مستقل حرمت ليبيا منه طوال أكثر من أربعة عقود». ورأى أن الجريدة تمثل «تلك المساحات التي انفتحت في المنطقة لتجعل من الزحام موكباً للحرية، ولتجعل من اختلاف الاتجاهات مآلاً واحداً إلى الحلم المشترك بشرق أوسط جديد». وأوضح العوكلي أن فكرة «ميادين» كانت في بدايتها إحياء صحيفة «الحقيقة» التي أقفلها النظام السابق في بداية السبعينات من القرن الماضي، «ولكن احتراماً لحق ورثة هذه الدار عدلنا عن الفكرة، وأيضاً لرغبتنا في تأسيس صحيفتنا الخاصة التي طالما راودت أحلامنا في زمن كان الحلم فيه معصية. وكانت حماستنا لهذه الثورة العظيمة تفرض علينا أن نختار جبهتنا التي نجيد العراك فيها، الصحافة، كإحدى مقومات النجاح لأي حلم بالتغيير، واتفقنا على أن نبدأ بإصدار يحاول أن يؤرشف للحدث، ويجيب عن أسئلة تدور في أذهان عدة في الداخل والخارج، ومن خلال هذا النزوع انطلقنا نفتح مساحة للبوح، وفضاء لوجدان حراك شعبي يعرف أنه قبض على اللحظة التاريخية» وأكد العوكلي أن الصحيفة «الثورية» الوليدة ستحاول أن تكون في قلب الحدث، مفردة مساحة للخبر والمعلومة، ولتبادل الآراء وتنوع الأطياف «وهدفنا الآن ومستقبلاً الحفاظ على أكبر قدر من الموضوعية والمهنية، وأن نكون مرآة لدولة مدنية جديدة، ستكون حرية التعبير إحدى مكونات ضميرها الحقوقي والديموقراطي، والصحافة الحرة سلطتها الرابعة».