الروسي في شأن البرنامج الكيماوي السوري إلى الواجهة خلال مؤتمر نزع السلاح الذي نظمته الأممالمتحدة في جنيف أمس، حيث اتّهم المبعوث الأميركي روبرت وود موسكو ب «خرق» التزاماتها كضامن لتدمير مخزون دمشق من الأسلحة الكيماوية ومنع النظام السوري من استخدامها، وهو ما وصفه وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف ب «مزاعم سخيفة». وقبيل إلقاء لافروف كلمة روسيا في المؤتمر، اعتبر وود أن موسكو «تقف في الجانب الخاطئ من التاريخ في ما يتعلق باستخدام الأسلحة الكيماوية في سورية». ورداً على سؤال حول ما يُثار في شأن علاقة تعاون بين كوريا الشمالية والحكومة السورية في هذا المجال، قال المبعوث الأميركي إنه «من الواضح أن هناك علاقة طويلة بين كوريا الشمالية وسورية في ما يتعلق بالنشاط الصاروخي والأسلحة الكيماوية ومكوناتها». واتّهم لافروف الولاياتالمتحدة وحلفاءها «باستغلال مزاعم لا أساس لها من الصحة عن استخدام دمشق أسلحة سامة كأداة تخطيط سياسي مناهض لسورية، وكرر موقف روسيا الرسمي حول الموضوع قائلاً إن سورية تخلصت من مخزونات الأسلحة الكيماوية ووضعتها تحت السيطرة الدولية على رغم «المزاعم السخيفة» الموجهة لحكومة الرئيس السوري بشار الأسد. ونفى حسام الدين علاء مبعوث سورية لدى الأممالمتحدة في جنيف امتلاك بلاده أي ترسانة للأسلحة الكيماوية، مضيفاً أن «الجماعات الإرهابية» في البلاد بما في ذلك «جبهة النصرة» وتنظيم «داعش» حصلوا على بعض هذه الأسلحة. ودان ما وصفها ب «المزاعم الكاذبة» التي تطلقها بعض الدول ضد النظام السوري، مضيفاً أن سورية لا يمكنها استخدام أسلحة كيماوية «لأنها ببساطة لا تملك أياً منها». أتى ذلك فيما كشفت صحف أميركية نقلاً عن تقرير دولي لم يُنشر بعد، عن قيام كوريا الشمالية بإرسال معدات للنظام السوري يُمكن استخدامها في إنتاج أسلحة كيماوية. وأشار التقرير الذي أعدته لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة التي تقيّم مدى التزام كوريا الشمالية القرارات الصادرة عن المنظمة الدولية، إلى أن خبراء في تصنيع الصواريخ من بيونغيانغ شوهدوا في منشآت لصنع الأسلحة في سورية. ووفقاً للإعلام الأميركي، فإن كوريا الشمالية أرسلت إلى سورية بطريقة غير مشروعة ألواحاً من البلاط مقاومة للمواد الحمضية وصمامات مقاومة للتآكل، موضحة أن تلك الألواح استخدمت لبناء منشآت تنتج فيها الأسلحة الكيماوية. وتبعاً للصحف الأميركية، فإن كوريا الشمالية أرسلت 5 شحنات عبر شركة صينية خلال نهاية عام 2016 وأوائل عام 2017، موضحة أنها جزء من عشرات الشحنات على مدى سنوات. وكانت مصادر ديبلوماسية أعلنت أول من أمس، أن منظمة حظر الأسلحة الكيماوية بدأت تحقيقاً الأحد في هجمات وقعت أخيراً في غوطة دمشقالشرقية المحاصرة والخاضعة لسيطرة فصائل معارضة، لتحديد ما إذا كانت ذخائر محظورة استُخدمت خلال الهجمات. وأوضحت المصادر أن المنظمة ستحقق في هجمات عدّة من ضمنها قصف استهدف المنطقة الأحد وأدّى إلى مقتل طفل كما سبّب أعراضاً مشابهة لأعراض التعرض لغاز الكلور. وقال زعماء سياسيون في فرنساوالولاياتالمتحدة وبريطانيا إنهم سيدعمون القيام بتحرك عسكري ضد دمشق إذا ظهر دليل على استخدام القوات النظامية أسلحة كيماوية. وطلبت المصادر عدم كشف هويتها، إذ إنها غير مخولة بسلطة الحديث عن العملية على الملأ. واستخدام الكلور كسلاح كيماوي محظور بموجب معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية التي أبرمت عام 1997. ويتحول غاز الكلور عند استنشاقه إلى حامض الهيدروكلوريك في الرئتين ويمكن أن يؤدي للوفاة بسبب السوائل المتراكمة في الرئتين نتيجة لذلك.