تناولت المواقف في لبنان أمس مستجدات عملية تأليف الحكومة الجديدة. ورأى وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال بطرس حرب أن «الشروط التي توضع أمام تأليف الحكومة تشير إلى أن الفريق الآخر لا يريد تشكيلها، أما تلك الدفعات التفاؤلية بقرب التأليف فهي لا تحقّق أهدافها». وشدد حرب على أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان «لن يتنازل عن صلاحياته»، مشيراً إلى أنّ «الاوضاع السورية ساهمت بعدم التدخّل السريع لحل ازمة الحكومة»، ومؤكداً أن»العودة الى طاولة الحوار هي عودة الى الضمير». ولفت حرب الى ان «هناك محاولة للالتفاف على النظام في لبنان»، واعتبر أنّ «حسّ المسؤولية انحدر الى مستويات متدنية جداً» في لبنان»، لافتاً إلى أن «اللبنانيين لم يعودوا يشعرون بالثقة تجاه فريق الأكثرية الجديدة». ورأى عضو كتلة «المستقبل» النيابية سمير الجسر أن «لا مؤشر لحكومة قريبة على الاطلاق»، معتبراً أن «ما حصل في المجلس النيابي الاربعاء الماضي (لقاء أقطاب الأكثرية) كان «محاولة للملمة الارتباك لدى الأكثرية الجديدة، إذ لو كان هناك أمل بتشكيل الحكومة لما كانت الدعوة إلى جلسة لمجلس النواب». احمد كرامي وأكد النائب أحمد كرامي إن الرئيس المكلف نجيب ميقاتي «ليست لديه أية مشكلة مع فيصل كرامي»، وأضاف: «لكن أنا حليف للرئيس ميقاتي والوزير محمد الصفدي، وإذا كانت الحكومة تستطيع ان تحمل من طرابلس 4 وزراء فلا مشكلة في توزير الأستاذ فيصل، أما إذا سيتم توزير 3 وزراء عن طرابلس فالأفضلية أن أكون أنا وزيراً، وهذا ما أبلغته للرئيس ميقاتي». وقال كرامي في حديث الى «ال بي سي»: «حزب الله يستطيع ان يقول ما يريد، ولكن في هذا المقعد، فليسمحوا لنا، الاختيار في هذا الأمر يعود للرئيس المكلّف»، مشدداً على أن «الكثير من العقد حُلَّت». وأشارعضو كتلة «المستقبل» النائب مين وهبي الى «ان الفريق الآخر يريد قضم صلاحيات رئاستي الجمهورية والحكومة». واضاف: «نحن لا نريد أن يربح أحد وأن يهزم آخر، بل أن يقدم الجميع التنازلات لأجل الوطن والذهاب إلى طاولة الحوار، لكن حتى الآن لم نر إشارات توحي بذلك، ونحن كقوى «14 آذار» جاهزون للتلاقي وتقديم التنازلات». واعتبرعضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب انطوان زهرا أن «التفاؤل المفرط في تشكيل الحكومة ليس بجديد»، معرباً عن اعتقاده أنه «في هذه المرحلة يُراد تحميل المسؤولية لرئيس الجمهورية بعدما تم الهجوم السياسي على الرئيس ميقاتي»، ولفت إلى أنه «لم يتغيّر شيء في السياسة العامة والظروف الاقليمية لكي يكون تأليف الحكومة سهلاً اليوم». ورفض عضو كتلة «الكتائب اللبنانية» نديم الجميل «قول البعض إن الحكومة ستتشكّل بعد إجتماع أقطاب الفريق الآخر، وبعد اجتماع رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط مع الرئيس السوري بشار الأسد». وقال الجميل: «حزب الله وفريقه يريدان الفراغ الكامل لكل مؤسسات الدولة، وهناك نيّة لديهم لتدمير وخراب وإلغاء دور كل المؤسسات»، معتبراً ان «الثلاثين وزيراً في الحكومة اذا تشكلت سيكونون تابعين لحزب الله وسينفذون سياساته». ورأى الجميل أن «وجود رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري خارج البلاد خطأ كبير، لأنه أيضاً رئيس «تيار المستقبل» ومن أبرز القادة في البلد، ونرى بأي حال هو البلد، لذلك يجب ان يعود»، لافتاً إلى أنه «لا يجب ان ننتظر عودة الرئيس الحريري الى البلد لكي يتم اجتماع لقادة 14 آذار بل يجب عقد اجتماعات». واعتبرالجميل انه «حان الوقت كي يسقط النظام في سورية وأن يرحل». واستغربت «حركة التجدد الديموقراطي» استئناف «قوى 8 آذار مساعي تشكيل حكومة فئوية من لون واحد»، محذرة من «مخاطر المضي في هذا المشروع الانقسامي الذي يشكل استفزازاً صارخاً». ولفتت الى انه «بعد اخفاق الاكثرية الجديدة نتيجة عدم قدرة بعض اطرافها على تحمل اعباء النزاعات الكيدية، عادت المساعي الى نقطة تشكيل الحكومة وفق الأسس الفئوية والعبثية».