طوكيو – رويترز، يو بي آي - توجّه رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان أمس الى شمال شرقي البلاد التي ضربها زلزال بقوة 9 درجات وأمواج مد «تسونامي» في 11 آذار (مارس) الماضي، فيما تظاهر آلاف الأشخاص في طوكيو احتجاجاً على النشاطات النووية ومحطة فوكوشيما المتضررة، ولمطالبة الحكومة بخفض اعتماد البلاد على الطاقة الذرية. وبعد ثلاثة أشهر، لا يزال أكثر من 90 ألف شخص تم إجلاؤهم من الموقع النووي أو من المناطق التي اجتاحتها الأمواج لاجئين في مراكز استقبال، وهم قطعوا الأمل في أن يتمكنوا من العودة يوماً إلى منازلهم، فيما يُتهم رئيس الوزراء، الذي يتعرض لانتقادات، بإساءة إدارة الكارثة والذي باتت أيامه في السلطة معدودة. وخرج العمال والطلاب والآباء الذين حملوا أطفالهم على أكتافهم في تظاهرات عمت أنحاء اليابان وصبوا جام غضبهم على طريقة تعامل الحكومة مع الأزمة وحملوا أعلاماً كُتب عليها «لا للأنشطة النووية» و «لا نريد فوكوشيما أخرى» التي انهارت ثلاثة من مفاعلاتها بعد الزلزال، وكافح مهندسون تسرب الإشعاع وانفجارات الهيدروجين وزيادة سخونة قضبان الوقود. ويرجّح أن تضيف الاحتجاجات إلى الضغط العام الذي سبب إغلاق محطة هاماوكا النووية في أيار (مايو) الماضي وأرجأ إعادة تشغيل مفاعلات في أنحاء البلاد بعد انتهاء عمليات الصيانة المقررة إلى أن توضع إجراءات سلامة أكثر صرامة. ولا يعمل في اليابان حالياً الا 19 مفاعلاً من أصل 45 كانت ناشطة قبل كارثة محطة فوكوشيما دايتشي، ما يزيد مخاطر حصول نقص حاد في الكهرباء في العام المقبل. ويعتقد خبراء أن وقف المفاعلات كلها عن العمل يؤدي إلى مخاطر اقتصادية كبيرة. على صعيد آخر، لا يجد 77 في المئة من اليابانيين تقدماً في عملية إعادة إعمار المناطق المنكوبة نتيجة الزلزال وال «تسونامي». وأجرت هيئة الإذاعة والتلفزيون «إن أش ك» استطلاعاً للرأي عما إذا كانت عمليات إعادة الإعمار التي تجريها البلديات كافية، شمل 500 شخص في 3 مقاطعات كانت الأكثر تضرراً وهي مياغي وإيواتيه وفوكوشيما. فأجاب 5 في المئة «نعم» و15 في المئة «إلى حد ما»، في حين أوضح 29 في المئة انهم لم يروا «تقدماً ملحوظاً» و48 في المئة لم يشهدوا على أي تقدم. وطرح على المستطلعين سؤال عما يتوقعونه من البلديات في مسألة إعادة الإعمار فقال 38 في المئة انهم يريدون «تعافياً سريعاً»، وتوقع 30 في المئة من حكوماتهم القبول باقتراحات السكان، ويريد30 في المئة أن تعود بلداتهم ومدنهم إلى ما كانت عليه قبل الكارثة، و28 في المئة يريدون أن تولى مسائل السلامة أولوية. وتنوي الحكومة بناء 52 ألف منزل موقت، لكن لم ينجز سوى 28 ألف منزل حتى الآن. وذكرت الشرطة الوطنية أن عدد القتلى في الزلزال وال «تسونامي» بلغ 15405 أشخاص فيما لا يزال 8095 آخرين في عداد المفقودين.