وقعت تركياوالجزائر أمس (الاثنين) مذكرات تفاهم في عدد من المجالات، في إطار زيارة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الجزائر، في مستهل جولته الافريقية التي ستقوده إلى أربع دول في القارة وتستغرق خمسة أيام. ووصل أردوغان إلى الجزائر المحطة الأولى في الجولة التي وصفها ب «التاريخية»، وستقوده حتى الجمعة المقبل الى موريتانيا والسنغال ومالي. وقال اردوغان خلال مؤتمر صحافي في اسطنبول، قبل ان يستقل الطائرة: «الجزائر احد اهم شركائنا التجاريين في المنطقة. نود ترسيخ علاقاتنا على الاصعدة العسكرية والامنية والثقافية». واضاف انه «سيبحث مع مسؤولين جزائريين في العلاقات بين البلدين، خصوصا في مجالات الطاقة والمسائل الاقليمية». ووقع الجانبان مذكرة تفاهم حول التعاون بين الأكاديمية الديبلوماسية لوزارة الخارجية التركية، ومعهد العلاقات الدولية والديبلوماسية لوزارة الخارجية الجزائرية، بحضور أردوغان ورئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحيى، وفق ما نقلت وكالة «الأناضول». ووقعا أيضاً مذكرة تفاهم للتعاون في قطاع الزارعة بين حكومتي البلدين، إضافة إلى بروتوكول تعاون حكومي من أجل تقييم التراث الثقافي المشترك. وشهدت المراسم توقيع برنامج تعاون في مجال السياحة بين وزارتي الثقافة والسياحة التركية والسياحة الجزائرية. ووقعت شركة «بوطاش» التركية للأنابيب ونقل النفط، مذكرة تفاهم للتعاون في مجال النفط والغاز مع شركة «سوناطراك» الجزائرية، إضافة إلى توقيع شركتي «رونيسانس هولدينغ»، و«بايرغان» التركيتين، مذكرة بمجال النفط والغاز مع «سوناطراك». ووقع معهد «يونس أمره» التركي، وجامعة «سطيف-2» الجزائرية، بروتوكول تعاون في مجال «علم التركيات». وسيلتقي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة (80 عاماً)، وفق وكالة الانباء الجزائرية. وتعتبر زيارة اردوغان الى الجزائر هي الثالثة منذ وصوله الى سدة الحكم العام 2003. وستكون زيارته الى موريتانيا ومالي الاولى من نوعها لرئيس تركي إلى البلدين. ويسعى اردوغان الى تعزيز علاقات تركيا مع القارة الافريقية، وهي جهود انعكست زيادة عدد السفارات التركية، وتوسيع رحلات شركة «توركيش ارلانز». وقال اردوغان أمس «مع كل يوم يمر يتم تعزيز علاقاتنا مع افريقيا من النواحي السياحية والثقافية والتجارية والتعليمية». ولتركيا 41 سفارة في افريقيا، بعدما كان عددها 12 سفارة فقط العام 2009، وتسعى انقرة الى فتح سفارات لها في دول القارة ال 54، وفق الاعلام الرسمي. ووسعت الخطوط التركية، التي يمتلك صندوق ثروة سيادي 49 في المئة من أسهمها، نشاطها في القارة مع 52 وجهة من اكرا في الغرب حتى جوهانسبورغ في اقصى جنوب افريقيا. وفي موازاة تعزيز العلاقات الديبلوماسية والاقتصادية مع الدول الافريقية، يرغب اردوغان في القضاء على النفوذ الذي خلفه في القارة الداعية التركي فتح الله غولن، إذ يتهمه بالتخطيط للانقلاب الفاشل في 2016، لكن غولن ينفي اي علاقة بذلك.