شهدت مدينة مصراتة، شرق طرابلس، مواجهات عنيفة بين قوات العقيد معمر القذافي والثوار الليبيين الذين فقدوا ما لا يقل عن 23 قتيلاً و80 جريحاً، في أكبر خسارة في صفوفهم منذ أسابيع. ولم يكن واضحاً كيف تمكنت قوات القذافي من إلحاق مثل هذه الخسائر في صفوف الثوار، لكن معلومات هؤلاء افادت بانهم «تصدوا بصدورهم لنيران الدبابات» التابعة لقوات الزعيم الليبي، والتي تقدمت في اتجاه الدافنية من مواقعها في زليطن التي ما زالت في يدي قوات القذافي، وهي أكبر مدينة ليبية بين مصراتة وطرابلس. ونقلت محطة «سي. إن. إن» عن مسؤول عسكري كبير في حلف شمال الأطلسي (الناتو) على دراية «عملانية» بمهمة الحلف في ليبيا ان قرارات الأممالمتحدة في خصوص ليبيا تُبرر استهداف العقيد القذافي. وقال المسؤول إن قرارات الأممالمتحدة تنطبق على القذافي لأنه بوصفه قائداً للقوات المسلحة يُعتبر جزءاً من «هرمية القيادة والتحكم» وبالتالي بات «هدفاً مشروعاً». ورفض المسؤول الذي اشترط عدم ذكر اسمه لأنه غير مخوّل التحدث إلى الصحافيين، أن يُعطي إجابة مباشرة عما إذا كان «الناتو» يحاول فعلاً قتل القذافي، وهي تهمة يكررها المسؤولون الليبيون. وأوردت وكالة «رويترز» مساء أمس نقلاً عن مسؤول أميركي رفيع تأكيد أن الولاياتالمتحدة وحلفاءها في «الناتو» يُصعّدون عملياتهم العسكرية ضد القذافي على أمل قلب نظامه وربما «قتله». وقال المسؤول إن «لا أحد سيبكي» إذا قُتل القذافي في أحدى الهجمات التي يتم شنها باستخدام صواريخ خارقة للتحصينات. لكن الناطقة باسم حلف «الناتو» أونا لونغسكو نفت السعي إلى قتل القذافي، وأكدت أن القذافي لا يُستهدف تحديداً. وقالت: «نحن نستهدف القدرات العسكرية الأساسية التي يمكن أن تُستخدم في مهاجمة المدنيين، بما في ذلك مراكز القيادة والتحكم التي يمكن أن تُستخدم في التخطيط والتنظيم لهذه الهجمات». في غضون ذلك، اعتقلت الشرطة الإيطالية زعيماً طالبياً ليبياً موالياً للقذافي للإشتباه في تورطه في محاولة لاغتيال عبدالرحمن شلقم ممثل ليبيا لدى الأممالمتحدة، والذي انضم إلى الثوار. وكان المتهم يُخطط لقتل شلقم بعد شن هجوم على السفارة الإيطالية في روما. وأظهرت أوراق قضائية بعد اعتقال ثلاثة أشخاص في روما أنه تم إحباط مؤامرة تستهدف شلقم الذي شغل منصب وزير الخارجية الليبي منذ العام 2000 إلى العام 2009. والمتهم بقيادة المؤامرة المزعومة هو نوري حسين رئيس اتحاد الطلاب الليبيين الذي اعتُقل في منزله في بيروجيا يوم الخميس. والليبيان الآخران الموقوفان على ذمة المؤامرة يبلغان من العمر 21 سنة و33 سنة. وأوضحت أوراق قضائية أن نوري حسين أظهر «نياته» في قتل شلقم خلال اتصال هاتفي أجراه مع شلقم في 29 أيار (مايو) الماضي من دون أن يدري أن الشرطة كانت تستمع إليه. وكرر المتهم تهديده في اتصال ثان في اليوم التالي. وأظهر فحوى الاتصال الثاني أن الأمر بمهاجمة السفارة الليبية في روما جاء من طرابلس.