اتهمت ثلاث تشكيليات سعوديات، الكاتب والناشر المصري عبدالله السمطي، ب«السطو» على لوحاتهن، واستخدامها في أغلفة كتب أصدرتها الدار التي تحمل اسمه، من دون وجود «اتفاق واضح» بينهم، وهو ما اعتبرنه «تعدياً على حقوق الملكية الفكرية». فيما رفعت إحداهن شكوى إلى وزارة الثقافة والإعلام مطالبة فيها ب«عدم فسح كتاب «غربة المكان»، الصادر عن دار نشر «السمطي» المصرية. وأبدت التشكيليات الثلاث: غادة الحسن، وعواطف الصفوان، وإيمان الجشي، أسفهن، لما اعتبرنه «ضياع حقوقنا الفكرية والأدبية، بسبب غياب جهة مسؤولة، تتولى حفظ هذه الحقوق». وقالت الحسن ل«الحياة»: «تفاجأت أخيراً بوجود صورة لوحتي «رؤى» الفائزة في معرض الرياض الرابع، على غلاف كتاب «غربة المكان»، لإبراهيم الناصر الحميدان، وهو من إصدار دار نشر السمطي»، مضيفة: «ما ضاعف من استيائي أيضاً، أن لوحتي نشرت من دون اسمي». وأوضحت الحسن أن «صاحب الدار الصحافي عبدالله السمطي، استأذنني في وضع صورة لوحتي، خلفية لقصائده في شبكة الإنترنت»، مستدركة «حتى لو فهم من ردي، الموافقة على وضعها غلافاً لكتاب، فهي موافقة مبدئية». ونفت معرفتها بملكيته لدار نشر، وأنه سيضع لوحتها على غلاف أحد إصداراتها، «استفسرت منه لاحقاً، وأكد ملكيته للدار، واعتذر عن سقوط اسمي سهواً». وأبدت استغرابها: «كيف لمثقف مثله، يدرك أهمية الاتفاق في مثل هذه الأمور، ويعرف أن هناك حقوقاً أدبية ومالية، أن يقترف ذلك»، مشككة في حسن نواياه: «لو كان كذلك، لكان أرسل يخبرني عن نشر لوحتي على هذا الإصدار، ولكان أرسل أيضاً لي نسخة منه». فيما أكدت التشكيلية عواطف الصفوان، تعرضها مرات عدة لتضييع الحقوق: «تفاجأت بنشر لوحاتي على بعض المؤلفات. فيما سرقت إحداها من معرض شاركت فيه قبل مدة، ولم تتمكن إدارة المعرض من إعادتها لي، بيد أنها عوضتني عنها مادياً»، لافتة إلى أن السمطي استأذنها «في شكل مبدئي على وضع بعض صور لوحاتي، على أغلفة كتب، لكننا لم نتفق حول حقوقي الأدبية، لذا تفاجأت بوضع صورة إحدى لوحاتي على غلاف ديوان «وينتهي موسم الحصاد»، للشاعر أحمد الحربي، وهو من إصدارات داره». وتمنت أن «لا يتجرأ السمطي مرة أخرى، على أخذ لوحات أخرى لي، فلصورة اللوحة حقوق أيضاً»، معتبرة أن من أبسط حقوق زميلتها غادة الحسن أن «يكتب تنويهاً في إحدى الصحف، يشير فيه إلى أن لوحة غلاف ذلك الديوان تعود إليها». بدورها، أبانت التشكيلية إيمان الجشي، أن السمطي «استأذن في وضع صورة لوحة تجريدية لي، على غلاف إصدار له، وليس على إصدارات أخرى. كما فعل على ديوان رئيس نادي جازان أحمد الحربي «قادم كلي إليك»، لعدم معرفتي بالشاعر، ولعدم علمي كذلك بامتلاكه داراً للنشر». وعبّرت عن استيائها لما حصل، واصفة إياه ب«سرقة فنية». التشكيليون مطروحون على الطريق من جهة أخرى، رد عبدالله السمطي، على اتهامات التشكيليات، بالقول: «إن الفنانين مطروحون على الطريق، ويمكن أخذ أي لوحة من أي مكان في العالم، عبر شبكة الإنترنت، ووضعها على غلاف كتاب، من دون الرجوع إلى صاحبها». وأضاف أن «الحقوق هي للفنان الحقيقي». ووصف نشره للوحات التشكيليات بأنه «خدمة للأدب، والثقافة، والفن، ونوع من التعريف بالفنان، الذي يشرفه أن تظهر لوحته فوق غلاف كتاب». وأكد أنه استأذن من التشكيليات: «لا يمكن نشر عمل فني على غلاف كتاب أو مجلة، من دون استئذان صاحبه»، مؤكداً أنه سألهن: «هل يمكن استعمال صورة من صور لوحاتك، في بعض الكتب، التي ستصدرها الدار؟ من دون تحديد أهي لي، أم لا». وذكر أنهن «رحبن، وأبدين، اعتزازهن بذلك». وحول عدم ذكر اسم غادة الحسن، اعتذر بالقول: «خطأ مطبعي، أنا حزين لأجله، وأعتذر عنه».