بروكسيل، واشنطن، كابول – رويترز، أ ف ب – ابلغ وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس نظراءه في الحلف الأطلسي (ناتو) والذين التقاهم في بروكسيل أمس، أن الإسراع في الخروج من أفغانستان، تنفيذاً لوعد الرئيس باراك اوباما إطلاق عملية الانسحاب بدءاً من تموز (يوليو) المقبل، سيقوض التقدم العسكري الذي تحقق، داعياً إلى انتقال «مدروس» للسيطرة الأمنية في أفغانستان. وقال قبل أسابيع معدودة من بدء تنفيذ تعهد الرئيس باراك اوباما بالانسحاب من أفغانستان بدءاً من الشهر المقبل: «لن تنفذ الولاياتالمتحدة انسحاباً متسرعاً، وتتوقع اعتماد حلفائها الأسلوب المنسق ذاته»، فيما أبدى الأمين العام للحلف اندرس فو راسموسن ثقته من أن الخفض المقبل للقوات الأميركية لن يدفع باقي الدول إلى التعجل في الانسحاب، وأن واشنطن ستحدد خطوتها استناداً إلى الأوضاع الأمنية. وفي واشنطن، ايد عضو لجنة الدفاع في مجلس الشيوخ السناتور الجمهوري جون ماكين مطالبة غيتس بتنفيذ انسحاب «متواضع جداً» على صعيد الحجم، وعدم شموله قوات قتالية. ورد كيري على توقع السناتور الديموقراطي كارل ليفن انسحاب حوالى 15 ألفاً من اصل 100 ألف جندي أميركي حتى نهاية السنة الحالية بالقول: «اعتقد أن هذا الرقم مناسب إذا أردتم الخسارة...»، مضيفاً: «لدينا دائماً الشطر الشرقي من أفغانستان، والذي سيتطلب وقتاً أطول». وفي تأكيد لزيادة الانقسام بين المسؤولين الأميركيين والقادة العسكريين الذين يحذرون من نتائج عكسية للانسحاب السريع، دعا نواب أميركيون إلى تقليص دور بلادهم في أفغانستان. واعتبر أعضاء بارزون من الحزبين الجمهوري والديموقراطي، خلال مناقشتهم ترشيح رايان كروكر لمنصب السفير الأميركي في كابول، أن الوجود الأميركي في أفغانستان «زائد عن المطلوب»، وقال جون كيري الرئيس الديموقراطي للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ: «تملك الولاياتالمتحدة مصالح حقيقية في أفغانستان تتعلق بالأمن القومي، لكن التزامنا الحالي بالقوات والمال لا يتناسب مع مصالحنا ولا يمكن أن يستمر». وشكك كيري ونواب آخرون في نجاح الاستراتيجية في أفغانستان، على رغم تأكيد قادة عسكريين أن زيادة القوات الأميركية أخرجت حركة «طالبان» من بعض المناطق، وهو ما ايده كروكر. وهم ابدوا تخوفهم من استمرار نجاح الجنود في جنوبأفغانستان، وزيادة الهجمات على الحدود الشرقية مع باكستان. وصرح السناتور ريتشارد لوغار العضو الجمهوري في اللجنة: «بعد عشر سنوات على الاستثمار في الحرب، لا نزال في دائرة تسفر عن تقدم نسبي من دون أن تؤدي إلى حل سياسي أو عسكري آمن». وأضاف «السؤال الأهم هو إذا كنا نملك استراتيجية فاعلة لحماية مصالحنا الحيوية، ولا تنطوي على نفقات هائلة لا نهاية لها، ولا تتطلب منا ثقة اكبر بالمؤسسات الأفغانية». وأدى قتل وحدة في الكونغرس الأميركي زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن في باكستان مطلع أيار (مايو) الماضي إلى تزايد المعارضة في الكونغرس للحرب في أفغانستان، والتي تتجاوز تكلفتها السنوية 110 بلايين دولار ولم تتمخض عن نتيجة ميدانية حاسمة أو في جهود الإغاثة. وكشف ذلك الانقسام بين البيت الأبيض والقادة العسكريين الذين يحذرون من أن الانسحاب السريع قد يأتي بنتائج عكسية، علماً أن خطة الحلف تلحظ تسليم الحكومة الأفغانية مسؤوليات الأمن بحلول عام 2014. ميدانياً، قتل متمردون بالرصاص 9 أشخاص وجرحوا 5 آخرين شاركوا في حفل زفاف احد أقرباء المسؤول الإداري في منطقة دور بابا بولاية ننغرهار (شرق). إلى ذلك، ألغى مجلس الشيوخ في كازاخستان قراراً سابقاً اتخذه مجلس النواب في أيار (مايو) الماضي لإرسال جنود إلى أفغانستان، بعدما هددت «طالبان» بعواقب وخيمة لهذه الخطوة.