واشنطن، كابول - أ ف ب - لم تهدأ عاصفة إقالة قائد القوات الأجنبية في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال في واشنطن، إذ أكد رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الأميرال مايك مولن أن الشهور المقبلة ستكون مليئة بالتحديات، فيما طالب أعضاء في الكونغرس الإدارة بمعالجة «الخلل الكامل» في أداء الديبلوماسيين الأميركيين في أفغانستان الذي اختلفوا في الآراء مع ماكريستال. وأعلن الأميرال مولن تأييده الكامل لقرار الرئيس باراك أوباما إقالة ماكريستال، بعد انتقاداته للإدارة وسخريته من نائب الرئيس جو بايدن وتعيين الجنرال ديفيد بترايوس بدلاً منه، لكنه رأى أن «الظرف عصيب جداً، والتحدي معقد بدرجة غير عادية»، في إشارة الى العملية العسكرية المرتقبة ضد حركة «طالبان» في قندهار. ويبدو أن هذه العملية تواجه صعوبات لوجستية، على رغم كونها حاسمة لإنجاح استراتيجية أوباما في أفغانستان تمهيداً للانسحاب في تموز (يوليو) 2011. وبدا أن المخاوف ذاتها من المرحلة الحساسة، دفعت وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس الى دعم بقاء ماكريستال في منصبه على رغم «غضبه» من تصريحات الجنرال لمجلة «رولينغ ستون»، كما أبلغ مسؤول رفيع المستوى في «البنتاغون» محطة «سي أن أن». وأشار المسؤول الى اقتناع غيتس بأن وجود ماكريستال «حيوي» للمجهود الحربي في أفغانستان، «ما جعل موقفه الأصلي يختلف عن البيت الأبيض، قبل أن يتراجع عنه لتفادي أي تشويش». وفيما رحب أعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي بتعيين بترايوس على رأس القوات الحليفة في أفغانستان، دعا بعضهم الرئيس أوباما الى إعادة تشكيل الجانب المدني من الوجود الأميركي «لمنع خسارة الولاياتالمتحدة حربها في هذا البلد». ووجه السناتوران الجمهوريان جون ماكين وليندسي غراهام والسناتور المستقل جو ليبرمان انتقادات قاسية الى الديبلوماسيين الأميركيين العاملين في كابول، لكن من دون أن يبلغوا حد المطالبة باستقالة السفير كارل ايكنبيري. وقال غراهام: «أرى أن الجانب المدني يعاني من خلل وظيفي كامل. يجب تغيير العلاقات بين القادة المدنيين الأميركيين والرئيس الأفغاني (حميد) كارزاي وتحسينها. وإذا لم يحدث ذلك سريعاً فسنخسر حرباً لا نحتمل أن نخسرها». أما ماكين فاقترح استدعاء راين كروكر الديبلوماسي المتقاعد المحنك والسفير السابق في العراق، بعدما طبق مع الجنرال بترايوس استراتيجية تعزيز القوات التي سمحت بحسب واشنطن بتجنب حرب أهلية في هذا البلد. وكانت استراتيجية ماكريستال ارتكزت على مهاجمة «طالبان» في عقر دارها خصوصاً في قندهار (جنوب) قبل إرجاء العملية، وتعزيز الأمن بالضغط من أجل تحسين الحكومة المدنية والتنمية، فيما يتوقع أن تشمل المهمة الأولى لبترايوس إقامة علاقات طيبة مع كارزاي.