«قيادة» إخراج: نيكولاس وندنغ رفن تمثيل: رايان غوسلنغ، كاري ماليغن عندما عرض هذا الفيلم للمرة الأولى في مهرجان «كان» امام الصحافة والنقاد، قوبل بشيء من البرود على رغم قوة إخراجه وثار تساؤل حائر حول ما جاء يفعله فيلم عنيف كهذا في مهرجان جدي. في ذلك السؤال لم يشفع للفيلم كون مخرجه من اهل «دوغما 95» ويطرح نفسه مؤلفاً سينمائياً. فالفيلم في المحصلة الاخيرة فيلم مغامرات عنيفة وبطولة فردية يليق بالصالات التجارية. وقد تجددت الحيرة لاحقاً حين فاز الفيلم بجائزة الإخراج، ما دفع الى الغضب نقاداً ذكّروا بأن «قيادة» ليس اكثر من حكاية مستهلكة عن رجل شريف (سائق في النهار ومجازف ليلاً) يقوم بسلسلة جهود ومغامرات بعد ان وجد نفسه وسط لعبة وعصابات وامرأة عليه انقاذها وطفل يرتبط به وغير ذلك من توابل قتل وذبح ودماء لا تتوقف حتى النهاية. } «هاراكيري: موت ساموراي» إخراج: تاكاشي مييكي تمثيل: ايبيزو ايشيكاوا، كوجي ياكوجو كان هذا الفيلم واحداً من الأفلام الأكثر وعداً خلال الدورة الأخيرة لمهرجان «كان» وذلك لأسباب عدة اهمها مكانة مخرجه في سينما اليوم، وثانيها انه الفيلم الوحيد في «كان» المصوّر بثلاثة أبعاد. حين عرض الفيلم انقسم الحاضرون في صدده بين من رأوا بؤسوية موضوعه غير متلائمة مع ضخامته الإنتاجية وآخرين رأوه عملاً انسانياً نادراً. في النتيجة بدا الفيلم بعيداً من مغامرات الساموراي، قريباً من روايات مكسيم غوركي ويدور حول شاب يريد خوض رهان احتمال وتعذيب لمجرد ان يحصل على قروش يداوي بفضلها زوجته وابنه المريضين، وحين تنكشف لعبته يقتل فيقرر ابنه الانتقام له ويتمكن – طبعا – من ذلك! اذا نسينا تبسيطية الموضوع تبقى لدينا صورة تبدو رائعة حتى دونما حاجة الى البعد الثالث! } «ميكائيل» إخراج: ماركوس شلينزر تمثيل: ميكائيل فويث، دافيد راوشنبرغر في كل مرة كان يشار فيها الى كثرة الأفلام التي تدور حول الأطفال خلال الدورة الأخيرة لمهرجان «كان» كان حديث هذا الفيلم يأتي في المقدمة. وذلك أنه، في موضوعه على الأقل، بدا الأخطر والأقسى بخاصة انه مأخوذ عن حكاية حقيقية عن رجل بالغ مكتئب ومستوحد خطف طفلاً وسجنه في قبو في بيته وراح يستغله جنسياً ويعذّبه من دون ان يخيّل لأحد ان موظفاً نشيطاً في بنك يمكن ان يفعل هذا. واذا كان هذا الفيلم، الكلاسيكي الاخراج والمملّ الى حد ما في نهاية الأمر، قد تمكن من فتح نقاشات اجتماعية واسعة وصائبة، فإنه في الوقت نفسه عجز عن فرض حضوره سينمائياً. فكان ان نسي منذ صباح اليوم التالي لانتهاء عروضه المهرجانية. } «بوليس» إخراج: مايوين تمثيل: مايوين، كارين فيار، جويستار... اطفال ايضاً في هذا الفيلم الذي صخب له الفرنسيون كثيراً قبل عرضه... لكن اطفال هذا الفيلم لم يحضروا مباشرة بل من خلال الحياة والمغامرت والتدخّلات اليومية لفرقة في الشرطة مهمتها الذود عن الاطفال المفترى عليهم وحمايتهم. ليس في «بوليس» حكاية محددة او سياق متواصل، اللّهم الا اذا اعتبرنا ادخال صحافية ومصورة في سياق نشاطات الفرقة المذكورة سياقاً ما... واللّهم الا إذا اعتبرنا انتحار احدى الشرطيات في المشهد النهائي حبكة جديرة بالذكر! عدا عن هذا، تنقّل من حادثة الى اخرى ومن شخصية «نموذجية» الى ثانية وسط ثرثرة على الطريقة السينمائية الفرنسية تبدأ من اول لقطة في الفيلم ولا تنتهي مع آخر لقطة غير تاركة للممثلين او حتى للجمهور فرصة للتنفس!