أصرّ بول مانافورت، المدير السابق للحملة الانتخابية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، على براءته من «اتهامات كاذبة»، ورفضه التعاون مع روبرت مولر، المحقق الخاص في ملف «تدخل» روسيا في انتخابات الرئاسة عام 2016. أتى ذلك بعدما أقرّ مساعده السابق ريتشارد غيتس بذنبه، موافقاً على التعاون مع مولر الذي صعّد ضغوطه على مانافورت، اذ اتهمه بأنه دفع سراً أكثر من مليوني يورو الى ساسة أوروبيين سابقين، قد يكون بينهم مستشار نمسوي سابق، لدعم حكومة الرئيس الأوكراني المخلوع فيكتور يانوكوفيتش، المدعوم من روسيا. وبرّر غيتس الصفقة التي توصل اليها في محكمة فيديرالية في واشنطن، لتخفيف التهم الموجهة إليه، اذ وجّه رسالة إلى العائلة والأصدقاء، نشرتها وسائل إعلام أميركية، ورد فيها أنه كان يعتزم الدفاع عن نفسه، لكنه «بدّل رأيه» وبات مستعداً لتلقي «إهانة علنية» من أجل حماية أولاده. وأضاف: «إن واقع الوقت الذي ستستغرقه هذه الآلية القانونية على الأرجح، والكلفة والأجواء الأقرب إلى المهزلة المحيطة بمحاكمة مرتقبة، تفوق ما يمكن احتماله. سأصون عائلتي أكثر، إن مضيت وتجنّبت هذه الإجراءات». وبات غيتس ثالث مستشار سابق لترامب يوافق على الاعتراف بذنبه، في مقابل تخفيف التهم الموجهة إليه، في تحقيق مولر. إذ أقرّ المستشار السابق للأمن القومي في البيت الأبيض مايكل فلين، والمستشار السابق لحملة ترامب في السياسة الخارجية جورج بابادوبولوس، بإدلائهما بإفادات كاذبة على محققي مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي). وأقرّ غيتس بتهمتين، هما التآمر لاختلاس أموال من الحكومة الأميركية، نتيجة عدم الإبلاغ بحسابات مصرفية له في الخارج، والكذب في شأن عمله عميلاً أجنبياً لحساب أوكرانيا. وكلّ من التهمتين تعرّضه للسجن لمدة أقصاها 5 سنوات وغرامة مقدارها 250 ألف دولار. لكن العقوبة تتوقف على مدى تعاونه مع تحقيق مولر. كما يواجه غيتس ومانافورت تهمة منفردة قدّمها مولر الخميس في محكمة في ولاية فيرجينيا، باحتيال ضريبي ومصرفي مرتبط بكيفية إعادة الأرباح التي كانا يكسبانها في أوكرانيا، إلى الولاياتالمتحدة. لكن مانافورت قدّم شكوى ضد مولر، اذ اتهمه بتجاوز التفويض الذي حددته وزارة العدل لتحقيقه. كما لا يزال يرفض إبرام صفقة معه، اذ أصدر بياناً ورد فيه: «بمعزل عما أقرّ به ريك غيتس، ما زلت متمسكاً ببراءتي. كنت آمل وأتوقع من زميلي في الأعمال، أن يتحلّى بالقوة لمواصلة المعركة من أجل إثبات براءتنا. هذا لا يؤثر في التزامي الدفاع عن نفسي، في مواجهة تهم كاذبة». في المقابل، أفادت لائحة اتهام قدّمها مولر في محكمة فيديرالية في واشنطن، بأن مانافورت دفع سراً أكثر من مليوني يورو الى «مجموعة هابسبورغ» التي تضمّ ساسة أوروبيين سابقين، ل «اتخاذ مواقف مؤيّدة لأوكرانيا، بما في ذلك الضغط على الولاياتالمتحدة»، خلال عهد يانوكوفيتش. وكان يدير المجموعة التي نشطت عامَي 2012 و2013، «مستشار اوروبي سابق» لم يُكشف اسمه، عمل مع أعضاء آخرين للضغط على مشرّعين أميركيين ومسؤولين في البيت الأبيض. وأفادت لائحة الاتهام بأن على هؤلاء الساسة أن «يظهروا وكأنهم تقويم مستقل لتصرّفات الحكومة الأوكرانية، فيما تلقوا أموالاً بوصفهم جماعة ضغط للعمل لمصلحة أوكرانيا». ووَرَدَ في مذكرة أعدّها مانافورت في حزيران (يونيو) 2012، ان على المجموعة «العمل في شكل غير رسمي ومن دون أي علاقات ظاهرة» بالحكومة الأوكرانية. وأعلن النائب الأوكراني المعارض سيرغي ليشينكو ان بين أعضاء «مجموعة هابسبورغ» مستشاراً نمسوياً سابقاً، لافتاً الى انه لا يتذكر اسمه. وكان مولر وجّه إلى غيتس ومانافورت، في 30 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، اتهامات بتبييض أموال قيمتها 75 مليون دولار، وبتهرب ضريبي، متعلّقة بعملهما لحساب يانوكوفيتش، بين عامَي 2006 و2014. الى ذلك، أكد وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين أن واشنطن ستفرض رزمة جديدة من العقوبات على موسكو «في غضون أسابيع». وذكر مسؤولون أن «فريق عمل» شُكِل لمواجهة أي تدخل روسي محتمل في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الخريف المقبل. على صعيد آخر، تلا ترامب أمام المؤتمر السنوي للمحافظين الأميركيين، كلمات أغنية «الثعبان» لآل نلسون، التي تروي قصة امرأة تعالج ثعباناً ضعيفاً، لكنه يلدغها غدراً. وخاطب الحضور قائلاً: «فكروا بهذا الشكل في الهجرة. هذا ما نفعله ببلدنا. الأمر لن يؤدي سوى الى الأسوأ».