الرياض - أ ف ب، رويترز - واصل «شباب الثورة» اليمنيون ضغوطهم امس، مطالبين بتشكيل مجلس رئاسي انتقالي لطي صفحة نظام الرئيس علي عبدالله صالح، الذي باتت حاله الصحية «مستقرة» في احد مستشفيات السعودية، حيث يتلقى العلاج من جروح اصيب بها خلال قصف صاروخي الجمعة الماضي. وبدأت مجموعة من الشبان نصب عشرات الخيام امام منزل نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، تاكيداً لهذا المطلب، الا ان جنود الفرقة المدرعة الاولى التي يقودها اللواء المنشق علي محسن الاحمر، فككوا الخيام التي كانت تعوق حركة المرور في شارع الستين الرئيسي المؤدي الى مقر القيادة العامة لهذه الفرقة. وأكد محتجون آخرون من «اللجنة التحضيرية لمجلس شباب الثورة الشعبية» في مؤتمر صحافي، انهم «سيتشاورون خلال اليومين المقبلين مع القوى كافة لتشكيل مجلس انتقالي» يكون من مهماته «تشكيل حكومة تكنوقراط»، فضلاً عن العمل لتوحيد القوات المسلحة وتعديل الدستور وإجراء انتخابات. في هذا الوقت، بدأ المسلحون القبليون الموالون للشيخ صادق الاحمر تسليم الجيش مباني حكومية كانوا سيطروا عليها في حي الحصبة بصنعاء خلال المعارك الاخيرة. وتم العثور على حوالى ثلاثين جثة بين ركان المباني التي دمرها القصف المتبادل. وفي الرياض، أكد مصدر سعودي ان الرئيس اليمني الذي يخضع للعلاج في السعودية نتيجةَ إصابته في هجوم استهدف مسجد القصر الرئاسي يوم الجمعة «حاله مستقرة»، نافياً تقارير عن تدهور حالة صالح، قائلاً: «لا أساس لما تناقلته وسائل اعلام عن تدهور وضعه الصحي». وأشار المصدر الى ان صالح «بانتظار تحديد موعد لعمليته التجميلية، ويتابع حالياً علاج إعادة التأهيل». وكان مسؤولون اميركيون في صنعاء صرحوا لوكالة «أسوشيتد برس»، أن اصابة صالح اخطر مما ذكر، وانه اصيب بحروق في اربعين في المئة من جسمه وبنزف في الدماغ. وقال رئيس مجلس التنسيق للجالية اليمنية في السعودية طه الحميري: «لقد زرت الرئيس مساء الثلثاء وتكلم معنا. سأل عن المغتربين. وضعه احسن من غيره (من المصابين) الذين جاؤوا للعلاج». من جهة ثانية، اعلن وزير النفط اليمني امير سالم العيدورس امس، ان السعودية قررت منح اليمن الذي يعاني ازمة محروقات، ثلاثة ملايين برميل من الخام. وقال العيدروس إن «خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وجَّه بتقديم ثلاثة ملايين برميل من النفط الخام هبة لليمن»، موضحاً ان «هذه الكمية تأتي لدعم الاقتصاد الوطني اليمني والإسهام في توفير احتياجات المواطنين وتخفيف معاناتهم، نتيجة النقص الحاد في المشتقات النفطية الذي تواجهه البلاد في ظل الوضع الاستثنائي الذي تعيشه». على الصعيد الامني، نجا مدير أمن محافظة عدن العميد غازي أحمد علي، من محاولة اغتيال فجرَ الاربعاء في حي الشيخ عثمان بمدينة عدن الجنوبية، فيما قتل مرافقه وأصيب اثنان آخران في هجوم شنه مسلحون مجهولون. ويأتي ذلك فيما تشهد عدن اجراءات امنية مشددة، تحسباً لتسلل مسلحي «القاعدة» الذين يسيطرون على مدينة زنجبار الواقعة جنوب شرق عدن، في محافظة أبين المجاورة.