منذ عقدين من الزمان ونحن نخوض في معترك لا لشيء إلا لمسايرة الآخرين، غير مبالين بنتائج ما ندعو إليه، وكثيرة الدعوات التي تطرح ومدارها حول المرأة، فتارة نقرأ المرأة والرياضة، وأخرى المرأة نصف المجتمع المعطل، وثالثة المرأة ومشاركة الرجل، ورابعة قيادة المرأة السيارة، وجميع هذه الأطروحات تصب في قالب واحد يزعم أصحابها أنهم أدركوا حقوقاً للمرأة غابت عن غيرهم، وهذا وهم قد أصاب هؤلاء المحاورين. لو قلنا جدلاً إننا سوف نتحاور من خلال هذه الدعوات، لقلنا الحرية التي ينادى بها لمَنْ؟ هل هي للرجل أم للمرأة؟ سيقولون الرجل أخذ حريته كاملة، إننا ننادي بحرية المرأة، فأقول إنكم قلبتم الحقيقة، فدعواتكم هي تكبيل للمرأة وتقييد لحريتها، واعتداء على مملكتها، وإخراجها من حصنها المنيع وسورها الرفيع، أي حرية تنادون بها، وأنتم تريدون جرها لميادين الرجال لتكدح طوال يومها، أو تُجرُ إلى خلف المقود، ينام الرجل وتستيقظ المرأة لتجوب الشوارع والأسواق، وإن تعطلت سيارتها ففي صناعيات المدن تبحث عمن يصلح لها عطل سيارتها، وإن وقعت في مخالفة أو حادثة فحدث ولا حرج، أيهما نال الحرية الرجل النائم، أم المرأة المستيقظة؟ لنرحم المرأة، فجميع دعواتكم الهدف منها شقاؤها لا سعادتها، مع دعواتي لأخوتي وأخواتي الكُتاب بالتوفيق والسداد. [email protected]