نطالع عبر وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة، ما يدور في عدد من الدول العربية من مطالب شعبية لصياغة القيادات من جديد من أجل التجديد ومنح الفرصة للغير كما ينادي المحتجون بذلك. وحول هده الأحداث والمطالب الشعبية والتي لم تحدث إلا بمشيئة الله تعالى.. وهي سنن إلهية مثل ما وقعت في الماضي تقع في الحاضر .. ولما رأيت ممانعة من بعض القادة.. وما حصل من جراء ذلك من أحداث مؤسفة وخسائر مادية وبشرية.. فإنني أوجه نداءً إلى القيادات التي يحدث في بلادها مطالب شعبية، أن يقدّروا المصالح والمفاسد والنزول عند رأي أهل العقد والحل من العلماء، وليس عيباً إخوتي القادة التنحي فلنا في سلفنا الصالح أسوة وقدوة، وعلى رأسهم الخليفة الخامس الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، حينما رأى أنّ تمسكه في القيادة سيكون سبباً في سفك الدماء وتفرّق الأمة.. قام رضي الله عنه وكتب إلى معاوية بن أبي سفيان رسالة فيها تنازله عن الخلافة لمعاوية حقناً لدماء المسلمين ووحدتهم. فكان هذا التنازل شرفاً رفيعاً زاده عزاً ومكانة وشهد له التاريخ بذلك.. فكان فعله ذلك مبدأ إسلامياً نبيلاً وسنّة مباركة حفظت الدماء ووحّدت المسلمين.. فلنعلنها بكل صراحة وسمو اقتداءً بسلفنا الصالح حفاظاً لشعوبنا ومقدراتنا.. ومن ترك شيئاً لله عوّضه الله خيراً منه. مع دعواتنا أن يجنِّبا الله الفتن ما ظهر منها وما بطن عن بلدنا هذا خاصة وعن سائر بلاد المسلمين عامة.. [email protected]