حذر إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس من الإشاعات المقيتة المغرضة والأقوال المرسلة المتناقضة، والأخبار الكاذبة المتعارضة والتي يسعى في نشرها مهازيل وأغرار، وسفهاء ضلّال، لحمتهم القيل والتّخمين، وسداهم الافتراء المبين، فبئست المسالك المعوجّة، والرّعونات السحماء الفجّة. وأشار في خطبة (الجمعة) أمس إلى أن الإسلام نهى أتباعه أن يطلقوا الكلام على عواهنه ويلغوا عقولهم عند كل شائعة، وتفكيرهم عند كل ذائعة، أو ينساقوا وراء كل ناعق، ويصدّقوا قول كلّ دعيٍّ مارق ، فجاء الزّجر الشديد، والوعيد القاطع الأكيد، في السّنة والكتاب بسوء المصير والمآب، لكلّ مشّاءٍ بالبهت مفترٍ كذّاب. وقال إن الإشاعات والأكاذيب من أشد الرّماح الهاتكة لحمى الوحدة والجماعة، فكم تجنّت على أبرياء، وأشعلت نار الفتنة بين الأصفياء، وكم هدمت من وشائج، وتسبّبت في جرائم، وفكّكت من أواصر وعلاقات، وحطّمت من أمجاد وحضارات، ولم يسلم منها أهل الصلاح ذوو الأفهام، ولا حتى الأنبياء والرّسل الكرام، فهذا المسيح عليه السلام تشكّك الإشاعات المغرضة فيه وفي أمّه الصّدّيقة قال تعالى: ﴿يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوءٍ وما كانت أمّك بغيّاً﴾، ويوسف بن يعقوب بن إبراهيم أنموذجٌ من نماذج الطّهر والنقاء ضدّ الإشاعات المغرضة التي تمسّ العرض والشّرف، قال تعالى: ﴿كذلك لنصرف عنه السّوء والفحشاء إنّه من عبادنا المخلصين﴾. وشدد إمام وخطيب المسجد الحرام، على حفظ الألسنة عن ذوي الأقدار والهمم ووجوب إظهار منهج الأخلاق والقيم المتميز الذي ينضح بنبل الشمائل والخلال، وقال فمن بلي من آثار الإفك والحديث عن عورات الآخرين فليتق الله ويستعن به ويصبر ولا يزيده ذلك إلا ثقة وإصراراً وإيماناً فإن العاقبة للتقوى، وليتيقن أنه لا يحيق المكر السيئ إلا بأهله، وكذلك الخائنون للأديان والأوطان. وفي المدينةالمنورة، أكد إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالمحسن بن محمد القاسم، أن مفتاح العبودية لله وسرها في العلم بأسماء الله وصفاته، فأسماؤه تعالى حسنى وصفاته عليا وله سبحانه في كل اسم وصفة عبودية خاصة هي من موجبات العلم بها، والله يحب أسماءه وصفاته، ويحب ظهور آثارها في خلقه، فأمر عباده أن يدعوه بها.