غادة شبير: رجل المناهج الموسيقية كان وليد غلمية رجلاً طموحاً وإدارياً بامتياز. تسلّم الكونسرفتوار الوطني في وقت عصيب، إذ كان يعاني من نقص في المناهج والكتب والأساتذة، وكان بحاجة ماسة إلى إعادة هيكلة وترتيب أموره الداخلية. أسس هرميّة خاصة وأعطى دوراً مهماً للكونسرفتوار، ووضع مناهج موسيقية مهمة جداً، على رغم انتقادها في ما بعد من قبل البعض، إنما وجود المادة الموسيقية التعليمية، مهم جداً كأساس للعمل والتطوير والبناء عليه. أسس فرقاً سمفونية شرقية وغربية، والمميز أنه كان جاهزاً للتمارين ولإعطاء الملاحظات في أي وقت. أدى دوراً ملحوظاً في تحسين أجور أساتذة الموسيقى، وكان داعماً لمطالبهم. خدم الكونسرفتوار لأكثر من 20 سنة، وكان النشاط من أبرز سماته. * أستاذة الغناء العربي والنظريات الشرقية في جامعة الروح القدس - الكسليك (لبنان) بشار زرقان: عرّاب النغم هذه ليست نسائم الربيع، إنما إيقاع حركة يديه وهي ترقّص نوتات الكونشيرتو، فتحرّك الهواء الساكن لتحيله نغماً وموسيقى. وهذا الذي يدير ظهره لنا، ليس شخصاً إنما طائر يحلّق بنا بعيداً لنرى ما لم نسمعه، ونسمع ما لا نراه. وسرب الحمام الذي يغطي المكان ليس سوى جُمل موسيقية تُغني على هواه. التفاصيل التي لم نُعِرها اهتمامنا، كانت تعنيه جداً، ليوقظ بها أفقاً كاد ينطفئ، كان يعود بنا إلى أول الحديث ليطمئن على نهاياته في الجماليات المشتركة بين التشكيل والنغم حيث تساؤلاته. هكذا تعرفت اليه في المرة الأولى أواسط تسعينات القرن الماضي، من خلال الصديقة مغنية الأوبرا والمؤلفة الموسيقيّة هبة القواص. ولطالما كانت تشغله عملية الترقي في التذوق الموسيقي لدى الناس، ولا أحد يشك في ذلك، إذ سعى إلى هذا الهدف في اختياراته وطروحاته وآرائه التي فتحت جدلاً وأبرزت وجهات النظر المختلفة. اتفقنا معه في بعض الأمور أو لم نتفق، يبقى الدكتور وليد غلميّة قامة من قامات الفن، وسيبقى حاضراً في ذاكرة لبنان كعرّاب للنغم وقائد له. * موسيقي سوري هاني مهنى: متحيّز للموسيقى الأوركسترالية أثار غلمية إشكالية حول تحيزه للموسيقى الأوركسترالية، وكان رمزاً للطموح الموسيقي والتطور في عالمنا العربي، ولم يقف عند نمط واحد، فحلم بنشر الموسيقى العربية، خصوصاً في الغرب، وهو مؤلف موسيقي بَصْمَتُه جلية ونغماته واضحة ومؤثرة. يتذكر مهنى لقاءات شخصية مع الموسيقي الراحل، إذ كانت تدور بينهما نقاشات حول مستقبل تطور الموسيقى العربية وأساليبه ومناهجه، ويراه إنساناً مهذباً ومثقفاً، ولم تَحُدّه الدراسة الأكاديمية عن التحليق في آفاق الموسيقى وعوالمها، لكن أحداث الحرب في لبنان، ثم مرضه في السنوات الأخيرة لم تمكنه من تحقيق كل آماله. * موسيقي مصري وليد عوني: سأُخرج من موسيقاه مسرحية يعتبر وليد غلمية أحد المؤطِّرين للحس اللبناني الموسيقى، وهو أحد أعمدة جيل ستينات القرن العشرين، الذي أشبعنا موسيقياً، إلى جانب الرحابنة ووديع الصافي وصباح وزكي ناصيف. برحيل غلمية خسر لبنان موسيقياً مهماً، سأعمل قدر الإمكان على دراسة موسيقاه بشكل مكثف، للخروج بعمل مسرحي من وحي نغماته. * مصمم رقص