غيّب الموت مساء أمس الموسيقار اللبناني وليد غلمية رئيس المعهد الوطني العالي للموسيقى عن 73 عاماً بعد صراع مع المرض. وغلمية، المؤلف السيمفوني والعازف وصاحب المقطوعات الموسيقية والألحان الكثيرة رافق مهرجانات بعلبك الدولية في فترتها الذهبية منذ العام 1963، وكان واحداً من المساهمين في إطلاق الليالي اللبنانية بموسيقاه وألحانه التي دمجت بين اللونين الشرقي والغربي. وبدءاً من مطلع الثمانينات اتجه نحو التأليف السيمفوني بعدما حاز شهادة الدكتوراه في علم الموسيقى من إحدى الجامعات الأميركية، فوضع ست سيمفونيات عرفت نجاحاً عربياً ودولياً ومنها: «اليرموك» و «القادسية» و «المتنبي». وكان غلمية رائداً في حركة التأليف السيمفوني العربي وتميزت أعماله بموضوعاتها العربية المتجلية في القوالب الكلاسيكية الغربية. وهو عمل في فن قيادة الأوركسترا الغربية والشرقية ومثّل نموذجاً فريداً من «المايسترو» القادر على تطويع الآلات الغربية والشرقية ودمجها بعضها مع بعض، وأحيا حفلات كثيرة في لبنان والعالم وعُزفت مقاطع من سيمفونياته في مراكز موسيقية عالمية. أما عمله الأكاديمي في المعهد العالي للموسيقى الذي ترأسه طوال أعوام فكان علمياً صارماً وسعى الى تجديد المناهج والانفتاح على الثقافة الموسيقية العالمية. وضع غلمية في مطلع مساره ألحاناً لبنانية كثيرة ومن الذين غنوا من ألحانه: صباح وفدوى عبيد وجوزف عازار وسمير يزبك.